حلاج
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
ژانرها
كانت حياته، من نقاط التحول والتطور في الأفق الصوفي، ومن مطالع النماء والخصوبة في التفكير الروحي، وإلى الحلاج ترجع الأصول الكبرى لذلك التراث الإسلامي العالمي، الذي شكل في محيط الفكر الصوفي، أعظم القوى الروحانية الإيمانية التي عرفها تاريخ الإنسان.
والتصوف عند الحلاج، هو انتساب الإنسان إلى الله سبحانه، لا إلى هذا العالم المادي الحيواني، هو ارتفاع الإنسان إلى الله في سفر طويل هائل، لا تقدر عليه إلا عزمات الرجال الكبار، المصطفين الأحرار.
سفر تفنى فيه الصفات البشرية، في الصفات الإلهية، فناء طاعة وعبودية، وحب ووجد، وذوق وشوق.
ويقسم الحلاج هذا السفر الطويل إلى أربع رحلات، تبتدئ أولاها بالمعرفة وتنتهي بالفناء، والثانية تبدأ أنوارها وإلهاماتها، حينما يعقب الفناء البقاء، وفي الثالثة، يوجه الإنسان الكامل اهتمامه لمخلوقات الله مرشدا وهاديا.
والرابعة وما أدراك ما الرابعة! قمة سامقة مشرقة، يحلق الإنسان في آفاقها وقد غمرته الصفات الربانية، والأنوار الإلهية، فيصبح مرآة تتجلى فيها حقائق الكون وأسراره، وهو موقف لا مجال للحديث عنه، وحسبنا إلى أن نومئ هنا إلى كلمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي: «ليس في مستطاع أهل المعرفة إيصال شعورهم إلى غيرهم، وغاية ما في هذا المستطاع هو الرمز عن تلك الظواهر لأولئك الذين أخذوا في ممارستها.
ومن أراد فقها أكبر، فليتأمل قول سيد المرسلين في حديث الإسراء: «انعكس بصري في بصيرتي، فرأيت من ليس كمثله شيء» أي رآه بالحاسة القلبية الروحية.
يقول الحلاج: «أسماء الله التسعة والتسعين تصير أوصافا للعبد السالك، وهو بعد في السلوك غير واصل.»
1
ويقول: «من صدق مع الله في أحواله، فهم عنه كل شيء، وفهم عن كل شيء.»
2
صفحه نامشخص