هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
ژانرها
إثبات الصفة، فهي تشبيه، إذن في هذا الدليل الذي يأخذه المتكلمون على أنه تنزيه، هو يقول: تنزيه في تشبيه، أو تشبيه في تنزيه.
يأخذ نفس الأمر بالنسبة لكل القرائن القرآنية التي اتخذها المعتزلة على حرية الاختيار، والتي أخذها خصوم المعتزلة على الجبر. فيقول هؤلاء نظروا بعين واحدة، وهؤلاء نظروا بالعين الأخرى، ولا بد أن تنظر بالعينين. ويستشهد بنفس الآيات
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ، هنا إثبات ونفي.
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ، فهناك نفي للرمي وإثبات للرمي
إذ رميت ، هذا النفي والإثبات هو الجدلية التي يتحرك نسق التأويل عند ابن عربي لردم الفجوة بين ما يسمى المحكم وبين ما يسمى المتشابه.
رأى ابن عربي مفهوم الغموض الكوني، وهذا الغموض، التوتر، لكن هذا الغموض، هذا التوتر في حال العارف، وليس في حال العين، هذا التوتر لا يوجد في الخارج. ربما يوجد في الخارج التجليات الدائمة.
بل هم في لبس من خلق جديد
تجليات مستمرة. هذا الاستمرار في التجليات هو الذي يخلق التوتر. عند العارف
كل يوم هو في شأن ، هذه التجليات الدائمة أحيانا يسميها «النكاح الساري في جميع الزراري»، ويستخدم كلمة نكاح باعتبار أن كل شيء يعتمد على مسند ومسند إليه وعلاقة. ذكر وأنثى وعلاقة، هنا يوظف مصطلحات كثيرة جدا تصيب غير العارف بنسق فكر ابن عربي بنوع من الدهشة، وبنوع أحيانا من الرفض. «الغموض الكوني توتر في الحال»، أي في حال العارف لا في عين الكون.
الجبر والاختيار: قلت عين واحدة أم عينان.
صفحه نامشخص