286

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرها

فجاوبه الحمار بنهقة مستطيلة . - إنه يحمل أثقالنا ويقوم بخدمتنا، فهو الجلود الصبور الذي لا يرد طلبا، ومن أحب إلهه أدبه بصرامته.

فجاوبه الحمار بنهقة. - إنه صموت لا ينهق إلا إيجابا لطلبات العالم الذي أبدع، فهو يمتدح عالمه وإذا سكت فما سكوته إلا لمكره؛ لأنه لا يستهدف للخطأ.

فجاوبه الحمار بنهقة. - إنه يمر ولا من يأبه له في الحياة، فلون جلده رمادي يستر به فضيلته، وإذا كان له عقل فهو يستره لذلك يؤمن الجميع بأذنيه الطويلتين.

فجاوبه الحمار بنهقة. - يا للحكمة الخفية! ويا لصاحب الأذنين الطويلتين! لا يجيب إلا بالإيجاب، ولا يرد طلبا أفما خلق العالم على صورته ومثاله فجاء العالم على أشد ما يكون حماقة وسخافة؟

فأجاب الحمار بنهقة. - إنك تتبع طرقا مستقيمة وطرقا ملتوية، وما يهمك ما يدعوه الناس استقامة والتواء، فإن ملكوتك قائم ما وراء الخير والشر فبراءتك هي جهلك للبراءة.

فأجاب الحمار بنهقة. - انظر كيف أنك لا تدفع أحدا عنك، فتقبل الصعاليك كما تقبل الملوك، وتدع الأطفال يأتون إليك، وإذا ما جاءك الخطاة استقبلتهم بنهقة الترحيب.

فأجاب الحمار بنهقة. - إنك تحب الأنثى والتين الناضج فلست متصعبا في غذائك فلا تأنف من قضم الشوك إذا جعت، وفي هذا كمنت حكمتك الإلهية.

فأجاب الحمار مصدقا بالنهيق.

عيد حمار

1

صفحه نامشخص