هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرها
إننا ونحن نخط هذه الأسطر نتذكر صديقنا فقيد الشرق المغفور له السيد مصطفى صادق الرافعي، الذي قل من جاراه في تفهم دين الله والشعور بالقومية العربية ووحدة الإنسانية. إننا لنذكره ونحس بما كان يمكننا أن نستمده من ثقافته العريقة ومعارفه الواسعة من آيات وأحاديث وحكم يتجلى فيها ما أجمع مفكرو الغرب على الخشوع أمامه من نظرات زرادشت الصائبات في اتجاهات العالم المتمدن وفي طلب رقي الإنسان والإهابة به إلى العمل في الأرض كأنه خالد عليها لا يموت.
غير أننا إذا كنا حرمنا الآن من هذه النجدة في كتابة تمهيدنا هذا فلن تحرم البلاد أعلاما يقومون بهذا الواجب نحو مهبط وحي الله ومنبت العباقرة من السلف والمعاصرين.
فليكس فارس
الإسكندرية في 20 / 9 / 1938
لقد اخترنا إيراد اسم زارا بدلا من زرادشت تخفيفا، وأتينا في سياق الترجمة بردود علقناها على الهامش حيث رأينا لزوما لذلك.
فليكس فارس.
إهداء
إلى حضرة صاحب السعادة أسعد باسيلي باشا
سيدي الأستاذ
إن حياتك الأدبية التي ولجت منها إلى حياة الأعمال لما تزل تسيطر على حوافزك وتراود تفكيرك وعواطفك، فإنك وإن أصبحت من رجال المشروعات التجارية الكبرى تحكم إعدادها وتنفيذها ما برحت تحتفظ بطابع الفيلسوف في وضع نظريات عملك وبطابع الشاعر في تقدير الحياة والتمتع بها، في حين أن عقم التفكير وجفاف الطبع يسيطران على معظم رجال الثروة بخاصة في هذه الأقطار التي لم تزل في بدء نهضتها، ولم يجمع الارتقاء بعد في طبقتها الموسرة بين حكمة إنماء الثروة وحكمة التمتع بما في الحياة من مباهج التفكير والشعور والتضامن الإنساني.
صفحه نامشخص