هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
ژانرها
ارفعوا قلوبكم إلى العلا، إخوتي، ولا تنسوا أن ترفعوا أرجلكم أيها الراقصون المجيدون، بل انتصبوا على رءوسكم أيضا.
إن بين طلاب السعادة حيوانات ضخمة ثقلت حركتها، وبينهم من ولد كسيحا فمثل هؤلاء يحاولون الرشاقة كالفيل يجرب أن ينتصب على قمة رأسه، غير أن المجانين بالسعادة خير ممن يجنون بالشقاء، والراقص متثاقلا أفضل ممن يتعارج في مشيته.
تعلموا الحكمة مني، إن لأقبح الأشياء وجهتين لهما حسنهما، ولشر الناس رجلين للرقص فتعلموا أيها الرجال الراقون أن تقفوا سويا على أقدامكم.
أعرضوا عن أشجان العامة وأحزانهم، فإن للمهرجين بينهم في هذا الزمان سيماء الغارقين في الأحزان؛ ذلك لأن هذا الزمان زمان العامة من بني الإنسان.
20
كونوا كالهواء المندفع من مغاور الجبال فهو يهب راقصا على هواه فيرتعش البحر متراقصا لدغدغة نسماته.
تبارك من يستنبت أجنحة للحمير ومن يمد أنامله لضرع اللبؤة فيحتلبها، إن هو إلا الروح الطيب الثائر يهب كالعاصفة من أجل ما هو عتيد ومن أجل ما سيكون، إن هو إلا عدو الرءوس الشائكة والرءوس المنثلمة عدو كل الأعراش الذابلة وكل ما دب فيها الفساد.
تبارك روح العاصفة روحا وحشيا طيبا حرا طليقا يرقص على مستنقعات الأحزان كأنه يتمايل منها على ناضرات المروج. تبارك من روح يكره الغوغاء المستكلبين الفاقدين الصواب وكل ناقص يتعزز بالعبوس.
تبارك روح العاصفة من قوة تهب الحياة لكل فكرة حرة، تبارك من زعزع يذري الرمال وهو ضاحك على عيون مقروحة لا ترى في الوجود إلا قتاما.
أيها الرجال الراقون، إن شر ما فيكم هو أنكم لم تتعلموا الرقص على أصوله؛ لتتوصلوا إلى الانطلاق بخطواتكم فوق رءوسكم، وما يضيركم ألا تتوفقوا إذا حاولتم.
صفحه نامشخص