قال: «وهل تعرف كل بنات قبيلتك؟»
قال: «كلا، ولكن سمية مشهورة بجمالها وتعقلها ولطفها، وقد اتفق لي أني رأيتها غير مرة يوم كنا في العراق.»
فسر حسن بهذه المصادفة وأراد أن يستخدم عبد الله في البحث عن سمية أو مخابرتها فقال: «إذن اسمع يا عبد الله، أريد أن أرسلك إلى سمية في مهمة فهل تذهب؟» قال: «لك الأمر وعلي الطاعة.»
فأعجب بلطف تعبيره وقال له: «بورك فيك يا عبد الله، فاعلم أني قدمت في هذا الصباح إلى عرفجة، وقضيت معه ساعة، ولم أتمكن من مشاهدة سمية؛ لأنها كانت مشغولة، ونحن الآن سائرون إلى مكة ولا ندري متى نعود، فهل أخرج من المدينة قبل أن أراها؟»
قال: «كلا بل يجب أن تراها وتخاطبها، هل أسألها موعدا للقاء؟»
قال: «لا تستعجل يا عبد الله، فإني أخاف أن يغضب أبوها إذا اطلع على ذلك؛ لأني سمعت بصرامته في تحجبها، فلا يليق بي أن أراها خلسة بعد أن خطبتها منه.»
فأرسل عبد الله بصره إلى بيت عرفجة وقال: «ما دامت خطيبتك فلا بأس من رؤيتها وإن لم يعلم أبوها ... أتأذن لي في الدخول إلى هذا البيت والاستفهام عن عرفجة فأحتال لإبلاغها موعدك؟»
فاستعظم حسن الإقدام على هذا الأمر، ولكن رغبته في رؤية سمية هونت عليه ذلك فقال: «إني ذاهب إلى منزل سكينة، وأنا أعلم أن سمية كثيرة التردد إليه، فقل لها أن توافيني إلى هناك.»
قال: «سمعا وطاعة.» ومضى يسوق الجمل وهو يقول: «سأحمل إليك الجواب في منزل سكينة - إن شاء الله.»
الفصل الخامس
صفحه نامشخص