قالت وقد خفضت صوتها: «ما أظننا في أمان وأميرنا اليوم يأكل المخ ويأكل فوقه التمر على منبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم . اذهب يا طويس وانظر من القادم.»
فهرول طويس إلى نعليه ولبسهما، ومشى وهو يتظاهر بالمجون في مشيته حتى قطع البستان وانتهى إلى باب الدار وفتح خوخة الباب وأطل منها، فرأى جملين بجانبهما رجلان: أحدهما قد تلثم بالكوفية والتف بالعباءة، والآخر قصير غير ملثم يشبه أن يكون خادما. فقال لهما: «من أنتما؟ وماذا تريدان؟»
فأجابه الطويل بصوت كأنه هدير الجمل وقال: «أليس هذا بيت عزة الميلاء؟»
قال: «بلى وماذا تريد منها؟»
قال: «أريد الدخول إليها.»
قال: «ومن أنت؟ ألا انتسبت؟»
قال: «لا أنتسب.»
قال: «أتريد الدخول وأنت ملثم كما أرى؟!»
قال: «نعم.»
صفحه نامشخص