فأقول: إني أحرج وأمنع كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعرض بالاختصار، أو الاقتصار، أو التبديل، أو التحويل لهذا المؤلف الذي قد أبلغت الجد والجهد في تقريبه وتهذيبه وترتيبه، وهو مشتمل بحمد الله على خلاصة مؤلفات أئمة العترة وغيرهم من علماء الأمة، كمجموع الإمام زيد بن علي وشروحه، كالمنهاج الجلي، والروض النضير، وأمالي أحمد بن عيسى، وأحكام الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، والتجريد، والتحرير، والشفاء، والتقرير، وشرح الإبانة، والبحر الزخار، وشرح الأزهار، والغيث المدرار، والوابل المغزار، والبيان، والبستان، والهداية وشرحها لطف الغفار، والاعتصام؛ فهذه المؤلفات الكبار غير المختصرات وكالأمهات الست وغيرها من مؤلفات العامة.
وما أوجب هذا كما علم الله سبحانه وتعالى إلا قصد النفع وإبلاغ الوسع في حفظ أقوال أئمة وأعلام الهدى والإقتداء بأسمائهم الشريفة وألفاظهم المنيفة فإنه قد ذهب الكثير الطيب من ذلك بسبب جنايات المختصرين والمتعرضين بالمسخ والتبديل والنسخ والتحويل وإن كانت مقاصد بعضهم حسنة باعتبار أنهم ما أرادوا ما يترتب عل ذلك من الفساد. وقد شكا أعمالهم تلك الأئمة الأعلام كالإمام الحسن بن علي بن داود والإمام القاسم بن محمد عليهم السلام وغيرهما كما أوضحت ذلك في المنهج الأقوم.
وإني أدعو الله جل وعلا على من تعدى هذه التوصية وظلم واعتدى أن ينصف منه ويريه المساءة فيما عمل وأمل، وأن يلطف بمن امتثل بما أوصيناه ويوفقنا وإياه لرضاه وتقواه.
صفحه ۳