حافظ نجیب : ادیب محتال

سید علی اسماعیل d. 1450 AH
179

حافظ نجیب : ادیب محتال

حافظ نجيب : الأديب المحتال

ژانرها

إحسان (تضحك) :

هذه صور فاتنات باريز، ونخبة من كرام العقيلات؛ سقطن جميعا في شراك الهوى، وساقهن السفه إلى هذه البؤرة واحدة بعد الأخرى، فبقي فيها ظلهن كما ترين، فما من واحدة من هؤلاء إلا ولها في الهيئة الاجتماعية لقب ضخم وجاه وعظمة، وما منهن إلا من ظنت أنها امتلكت عنان ذلك الشيطان بفتنة حسنها وندرة جمالها ... وبما امتازت به من الكياسة والظرف، والحال أنها في ضلال الغرور ... وسفه الغرام الأحول، كل هؤلاء عرفت أسرارهن، كل واحدة بدورها من بدء قصة الغرام إلى آخر صفحة منها ، وكلما رأيت انكماش العاشقة بعد اندفاعها، وكآبتها بعد انشراحها، وكلما توهمت دمعة الحسرة والأسف ترقرق بين جفنيها لأول تنبهها بعد الكبوة؛ كلما تيقنت أن المأساة في فصلها الأخير، وأن تلك الدمعة مثال ما يضعه الكاتب في ختام القصة.

أسما :

وهل أحب الفتى كل هؤلاء؟! وهل وسع قلبه كل هذه الصور؟

إحسان :

وسعها يا أمي كما وسعها هذا الدرج. انظري! هذه صورة كونتس ... وهذه دوقة ... وهذه بارونة ... وهذه راقصة ... وهذه عاملة في محل تجاري ... وهذه برنسيس ... وهذه مغنية ... حشرهن جميعا في درج واحد، بدون عناية وبدون تمييز بينهن، مع اختلافهن في المراتب الاجتماعية.

أسما :

ربما فعل ذلك بسبب الاستخفاف أو الإهمال.

إحسان :

إن صاحبات الصور متفاوتات في درجات الحسن ومظاهر العظمة؛ شأن كل طبقات الهيئة الاجتماعية، فمنهن الماركيزة ... والبارونة ... والأميرة ... واللادي والكونتس ... وبينهن الأرملة ... والمتزوجة ... والآنسة ... والمغنية ... والممثلة ... ولكن الفتى لم يحفل بمراتب الاجتماع المزيفة، وزجهن جميعا في لحد واحد، هل تعرفين لماذا؟

صفحه نامشخص