وتنهد قائلا: يا لي من أحمق! .. هكذا يكون سوء الختام وإلا فلا ..
فلم يغضب ولكنه فقد الثقة في المكان. •••
وذات مساء دخلت راضية بوجه مبتهج وقالت: وكيل الوزارة جاء لزيارتك.
ودخل بهجت نور بوقاره المعروف فصافحه ثم جلس وهو يقول: شد حيلك ..
فقال عثمان بتأثر: خطوة عزيزة يا صاحب السعادة .. - إنك تستحق تكريم ولا يمكن نسيان أفضالك.
فاغرورقت عيناه امتنانا فقال الوكيل: في مكانك فراغ لا يسده أحد سواك .. - إنه كرم أخلاقك الذي يتكلم، ليس إلا .. - عما قريب ستشفى وترجع إلينا وسوف تجدنا في انتظارك، ولقد حملت معي إليك نبأ سعيدا ..
وابتسم الرجل والآخر يرنو إليه بإعياء وذهول ثم قال: صدر اليوم قرار ترقيتك إلى وظيفة المدير العام ..
استمر ينظر إليه ولكن ببلاهة فقال الرجل: انتصر الحق والعدل ولو بعد حين ..
فتمتم عثمان: إنها لبركة من أفضالك. - العفو، وقد كلفني معالي الوزير بإبلاغك تحياته وتمنياته لك بالشفاء العاجل. - لمعاليه الشكر والدعاء ..
وذهب الرجل مخلفا وراءه فردوسا من المشاعر، كأنما كان رسول رحمة من الغيب. وتلقى تهاني راضية وعمتها وهو مغمض العينين. وعاوده شعوره بفقدان الثقة في المكان. وسمعها وهي تقول: كم أنني سعيدة ..
صفحه نامشخص