فسأل بجزع ورعب: ومتى يتم ذلك؟ - قبل نهاية هذا العام ..
وساد صمت حتى ضجت الحجرة بأصوات المعربدين في الحارة. كم من مصائب توقعها! أما هذه المصيبة فلم تجر له على خاطر. وقال بأسى: ستنتشر بيوت الدعارة في كل مكان .. - والأمراض كذلك. - وآلاف من بنات الناس سيتعرضن للفساد. - ماذا نقول لمن لا عمل لهم؟
وتنهد ثم سألها: وعلام نويت؟ - على أي حال لن أقبل أن أعمل غسالة في مستشفى. - هل يمكن أن أعرف عنوان بيتك؟ - سنكون تحت رقابة مشددة.
وشعر بيأس لا يطاق وسألها: ألم تكوني فكرة عن المستقبل؟
فقالت بثقة: سأتزوج. لم يبق لي إلا الزواج ..
ولطمه قولها فملأ القدح الثالث، وسألها: عندك عريس؟ - ما أسهل أن يوجد! - ولكن كيف؟
فقالت في مباهاة: عندي خمسمائة جنيه، ممكن أجهز شقة بمائة وخمسين، وأحتفظ بالباقي كاحتياطي، ألا يرحب كثيرون بالزواج مني في تلك الحال؟ - معقول جدا ..
فقالت وهي تضحك: إن وجدت عريسا مناسبا فأخبرني ..
وعند منتصف الليل وهو يتسلل تحت البواكي صادف سكران يتقيأ فتقزز لدرجة غير محتملة. وشعر بوحدته وضياعه ويأسه وبرغبة في الانتحار. وغير طريقه بلا تفكير. رجع إلى الدرب مترنحا فصادف قدرية تهبط السلم في طريقها إلى مأواها. أوقفها بيده وقال لها: قدرية. وجدت لك الزوج المناسب ..
لم ير وجهها في الظلام، ولكن خمن تأثير قوله فقال: لنتزوج في الحال!
صفحه نامشخص