فقال بخبث: لعلها تزورني أيضا.
فقالت وهي تمضي: إذا شئت فانزل أنت ..
ولم يتردد فنزل. وغلب الصمت فانفسح المجال لأم حسني فراحت تتكلم بلا توقف. وتذكر عثمان أنه لم يتكلم كلاما له معنى إلا مع سيدة. واضطر إلى أن يقول: شرفتنا ..
فهمست: متشكرة .. - الجو بارد اليوم. - نعم. - هل انتهيت من تبييض بيتك؟
فأحنت رأسها بالإيجاب.
حاولت أيضا استدراجه للحديث عن وظيفته ولكنه لزم الصمت. ورغبته تأججت ولكن بلا أمل. وتحركت سنية حركة خفيفة تنبئ عن رغبتها في الذهاب فقام من فوره، سلم وذهب. وبدلا من أن يصعد إلى شقته هبط أسفل السلم مضمرا خطة تتسم بالجرأة. سمع أقدامها وهي تتحرك على السلم نازلة. دهشت لمرآه فقال متظاهرا بالدهشة كذلك: فرصة طيبة ..
أوسع لها ولكنه همس وهي تحاذيه: تفضلي لشرب فنجان شاي فوق ..
فقالت بعجلة: شكرا .. - تفضلي، عندي ما أقوله ..
فقالت باحتجاج: كلا.
ومضت مسرعة ما أمكنها ذلك. قال وأطرافه ترتعش بالرغبة إنه أسرع، كيف تصور أنها يمكن أن تقبل؟ ولكنها الرغبة وقلة الصبر والحيلة. وصعد خجلان غاضبا. وقال إنه سيظل مراهقا حتى يستقر في بيت محترم.
صفحه نامشخص