-ق٣أ-
حكاية الطب
٢- أخبرنا محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد بالله إجازة قال حدثنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي ﵀ قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عميس عن عمر ﵁ أن أعرابيا روي أن أعرابيا صاد ضبا فجعله في كمه يريد أن يجيء به إلى أهله فيذبحه ويشويه ويأكله فإذا هو بجماعة فقال ما هذه الجماعة فقالوا علي رجل يذكر أنه نبي وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فجاء حتى شق الناس، ثم أقبل على رسول الله ﷺ فقال: واللات والعزى ما سلمت على ذي لهجة أبغض إلى منك ولا أكذب، ولولا أن تسمينى قومي عجولا لعجلت إليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأبيض وأرحت منك بني هاشم وغيرهم، إذ تسب آلهتنا فعرفه النبي ﷺ وقال يا أخا بني سليم ما حملك على الذي قلت ولم تكرمني في مجلسي هذا؛ فقال وتكلمني أيضا! واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب، وطرح الضب بين يديه فقال عمر ﵁ يا رسول الله اذن لي أن أضرب عنقه قال لا أما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا ثم أقبل رسول الله ﷺ على الضب فقال له يا ضب فقال لبيك وسعديك بلسان عربي مبين يفقهه جميعا القوم فقال له يا ضب من تعبد؟ فقال: الذي في السماء عرشه، وفى الأرض سلطانه وفى البحر سبيله وفى الجنة رحمته وفى النار عقابه، قال: فمن أنا يا ضب
-ق٣ب-
قال: رسول رب العالمين وخاتم النبيين، قد أفلح من صدقك وخاب من كذبك، فقال الأعرابي: لا أتبعن أثرا بعد عين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك محمدا عبده ورسوله شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد أبغض إلى منك ولأنت أحب إلى من سمعي وبصري ووالدي وولدي، فقال رسول الله ﷺ: الحمد لله الذي هداك بي إن هذا الدين يعلو ولا يعلى، لا يقبله الله ﷿ إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن.
قال: فعلمني، فعلمه فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، قال: يا رسول الله زدني فما سمعت في النشيد ولا في الرجز أحسن من هذا، فقال له رسول الله ﷺ: إن هذا كلام ربي ﷿ ليس بشعر، فكن عبدا شكورا من قرأ قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأ قل هو الله أحد مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله ﷿، فقال الأعرابى: نعم الإله إلهنا، يقبل اليسير ويعطى الجزيل.
1 / 3