حدیث عیسی بن هشام

محمد المويلحي d. 1349 AH
64

حدیث عیسی بن هشام

حديث عيسى بن هشام

ژانرها

عيسى بن هشام :

ما غاب عني أن أذكرك به؛ فإنه لم يكن له أقل نفع يدفع عنا ما تقلبنا فيه من المصائب، وإنما نفعه يكون في آخر الدرجات ولا عمل نرجوه منه في مساعدتنا إلا بعد صدور حكم الاستئناف والسعي في التماس العفو من ولي الأمر.

محكمة الاستئناف

وآن أوان الجلسة في الاستئناف، فسرنا في طلب العدل والإنصاف، وكل واحد منا مشغول بحاجته، لاه بنازلته، فالباشا يفكر في مصيبته، ويتألم من بليته، والمحامي يدبر في أمره، ويتطلع لأجره، وأنا أسأل الله لنا النجاة، من مكايد الحياة، ولما وصلنا إلى حي «الإسماعيلية» ورأى الباشا دورها ومبانيها، وشاهد قصورها ومغانيها، واستطاب رياضها وحدائقها، واستنشق رياحينها وشقائقها، استوقفنا سائلا مبهوتا، واستنطقنا بعد أن كنا سكوتا، فقال: ألا تخبراني عن موضع هذه الجنة الزاهرة، من مدينة القاهرة، فقلت له: هذه «الإسماعيلية» اختطها إسماعيل، فيما اختطه لزينة وادي النيل، يسكنها اليوم جماعة من العظماء، ذوي الغنى والإثراء، وقد كانت في أيامكم خرابا قفرا، لا تحمل بيتا ولا ترفع قصرا، ولا ترى فيها من النبات غير الطلح والضال،

1

ولا من الأزهار غير شوك القتاد أو شوك السيال،

2

ولا من الطير غير البوم والغربان، أو الرخم والعقبان، ولا تجد فيها من الإنس إلا لصا سالبا، أو مغتالا ناهبا، أو فاتكا متأهبا، أو كامنا مترقبا.

الباشا :

لله در المصريين لقد ابتسم لهم الدهر، فأبدلهم من الشوك الزهر، وأسكنهم هذه القصور العالية، بعد تلك الأطلال البالية.

صفحه نامشخص