106- حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا عبد الرحمن الإفريقي ،عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن زياد بن الحارث الصدائي ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته ، فبلغني أنه يريد أن يرسل جيشا إلى قومي ، فقلت : يا رسول الله رد الجيش ، فأنا لك بإسلامهم وطاعتهم ، قال : افعل فكتب إليهم ، فأتى وفد منهم النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وطاعتهم ، فقال : يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك قلت : بل هداهم الله وأحسن إليهم قال : أفلا أؤمرك عليهم ؟ قلت : بلى ، فأمرني عليهم ، فكتب لي بذلك كتابا ، وسألته من صدقاتهم ، ففعل ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في بعض أسفاره ، فنزل منزلا فأعرسنا من أول الليل ، فلزمته وجعل أصحابه ينقطعون حتى لم يبق معه رجل منهم غيري ، فلما تحين الصبح أمرني فأذنت ، ثم قال لي : يا أخا صداء معك ماء ؟ قلت : نعم قليل لا يكفيك قال : صبه في الإناء ثم ائتني به فأتيته ، فأدخل يده فيه ، فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه عينا تفور قال : يا أخا صداء لولا أني أستحيي من ربي لسقينا واستقينا ، ناد في الناس : من كان يريد الوضوء قال : فاغترف من اغترف ، وجاء بلال ليقيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أخا صداء أذن ، ومن أذن فهو يقيم ،فلما صلى الفجر أتى أهل المنزل يشكون عاملهم ، ويقولون : يا رسول الله حدثنا بما كان بيننا وبين قومنا في الجاهلية ، فالتفت إلى أصحابه وأنا فيهم ، فقال : لا خير في الإمارة لرجل مؤمن فوقعت في نفسي وأتاه سائل فسأله فقال : من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن قال : فأعطني من الصدقات فقال : إن الله لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى جعلها ثمانية أجزاء ، فإن كنت منهم أعطيتك حقك فلما أصبحت قلت : يا رسول اقبل إمارتك فلا حاجة لي فيها قال : ولم ؟ قلت : سمعتك تقول : لا خير في الإمارة لرجل مؤمن وقد آمنت وسمعتك تقول : من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن فقد سألتك وأنا غني قال : هو ذاك ، فإن شئت فخذ ، وإن شئت فدع قلت : بل أدع قال : فدلني على رجل أوليه فدللته على رجل من الوفد فولاه ,قالوا : يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها ، فاجتمعنا عليه ، وإذا كان الصيف قل وتفرقنا على مياه حولنا ، وإنا لا نستطيع اليوم أن نتفرق ، كل من حولنا عدو ، فادع الله يسعنا ماؤها ، فدعا بسبع حصيات ، فنقدهن في كفه ثم قال : إذن استموها فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله فما استطاعوا أن يستبينوا إلى قعرها بعد .
صفحه ۳۴