وادي السند
يقل وادي السند عن وادي الغنج ريا وخصبا وانتظاما: وتغمر صحراء تهار التي تفصله عن بقية الهند أكثر من نصفه، ويكون معزولا عن شبه جزيرة الهند لو لم تصله بسهل الغنج أراض زراعية محاذية للمنطقة الجبلية.
تلك الأراضي هي البنجاب، أو «البلد ذو الأنهر الخمسة» الذي مر منه جميع الفاتحين، بعد أن ساروا ونهر كابل فأوغلوا في الهند، وفي البنجاب وحدها تجد المدن الكثيرة الأهل والحقول الغنية غنى الحقول التي يسقيها نهر الغنج .
ويكون وادي السند في الصيف جافا لافحا، ولا تكون مياه روافده كافية لجلب الرخاء أو لبقاء ما هو موجود، وظاهرة هذه الروافد أن تضعف كلما ابتعدت عن منطقة الجبال وأن يبطؤ جريها، ويقل فيضها كلما اقتربت من البحر، وليس بقليل أن يغور بعضها في رمال الصحراء قبل أن يبلغ اليم
28
كسرسوتي، ولا يتم ما بقي منها سيره إلا بعد أن يجتمع بعضه إلى بعض ويصب في السند.
وأسماء الأنهر الخمسة التي تنبع من جبال همالية الغربية فتشتهر البنجاب بها هي: ست لج وجناب وبياس وجهلم وراوي.
وينبع نهر السند ورافده المهم ست لج من السلسلة المركزية العظمى التي يخرج منها نهر الغنج ونهر جمنا أيضا، ولكن السند وست لج تابعان لمنحدر ما وراء همالية الجنوبي، فيطوفان بجميع سلسلة همالية فيجوفان فيها فجاجا عميقة قبل الوثوب على السهل، ومما يحدث أن يقف سيرهما انقضاض الجلاميد فتتجمع مياههما على سمط كبيرة إلى أن تتغلب على الجلاميد فتدفق من فوقها بشدة فتغمر ما تحتها، وتقضي على مدن بأسرها في بعض الأحيان.
ويجري نهر السند من الشرق إلى الغرب مسافة غير قصيرة فيتغشى ننغابربت، ثم يخرج من المنطقة الجبلية بالقرب من هري بور متوجها إلى الجنوب، ثم يتلقى عن اليمين الرافد كابل المهم الذي هو باب للتجارة والمغازي.
ويقوم الحصنان أتك وبيشاور على السند ورافده كابل لحراسة الإمبراطورية الإنجليزية الهندية، ويقطع السند خط حديدي ممتد إلى الحدود.
صفحه نامشخص