ويغير نهر الغنج هيئته بحسب الفصول فتطمو
22
مياهه في فصل الفيض وتطغى فتغمر ما لا حد له من الأراضي فيرتد الزراع أمامها؛ ليحرثوا الحقول البعيدة التي تستنبت بين الفصلين، ثم ليعودوا حين يعود ذلك النهر إلى مجراه تاركا لهم أطيانا خصيبة.
وتحول أضواج
23
الغنج العظيم أوضاعها بسرعة، فيصعب تعيين مجراه وملاقيه بدقة، وتتحول بعد كل فيضان شعابه الكثيرة التي ينصب بها في البحر وما تحيط به هذه الشعاب من الجزر المستغدرة،
24
وبذلك تعود المرافئ، التي ترسو فيها السفن الكبيرة، غير صالحة لإيواء زوارق الصيد، ومدينة كلكتة وحدها هي التي أنفق الإنجليز عليها كثيرا من المال، وقاموا في سبيلها بعظيم الأعمال، التي لا بد من تجديدها ؛ ليجعلوا منها ميناء صالحا لاستيعاب السفن في كل وقت.
وكانت مدينة غور رأس دلتا الغنج فيما مضى، ولم يلبث سكان هذه المدينة التي كانت عاصمة لدولة عظيمة أن هجروها عندما هجرها ذلك النهر فعادت لا تكون اليوم سوى خرائب وأطلال ذات أدغال.
25
صفحه نامشخص