يجب على الملك أن يبذل جميع جهوده في حمل أعدائه على الخضوع فلا يقصر في مفاوضتهم ولا في تقديم الهدايا إليهم، ولا في نشر بذور الشقاق بينهم، وليفعل ذلك دفعة واحدة أو على انفراد متجنبا القتال.
والملك إذ كان لا يعلم تماما من سيخرج من الحرب منصورا ومن سيخرج منها مقهورا وجب أن يبعد شبحها ما استطاع.
فإذا لم يستطع أن يتخذ واحدة من تلك الوصايا الثلاث وجب عليه أن يحارب ببسالة ليغلب العدو. (7) الزراعة والتجارة
الويشية هم الذين كانوا يمارسون الزراعة والتجارة، بيد أن أبناء هذه الطائفة كانوا لا يتعاطونها لحسابهم الخاص وإن استطاعوا أن يتملكوا وأن يغتنوا، فالملك هو مولاهم، وهو مالك الأراضي الحقيقي، وكان الزارع المهمل يجازى لإضراره حقوق الملك، فضلا عن افتقاره، قال منو:
يغرم الزارع الذي تتلف مواشيه حقله أو الذي لا يبذر الحب في الوقت غير الملائم بغرامة تعدل ثمن حصة الملك من الغلة عشر مرات ما حدث هذا بإهماله، أو بنصف هذه الغرامة إذا نشأ الإهمال عن أجرائه من غير أن يعلم.
وكان الملك ينظم بدقة أمور البيع والشراء وأثمان السلع وقيمة العيارات والمكاييل وشئون الاستيراد والإصدار، جاء في شريعة منو:
يجب على الملك أن يضع مراسيم لتنظيم أمور البيع والشراء بعد أن ينظر إلى المسافة التي تجلب بها السلع الأجنبية، وإلى المسافة التي تصدر بها السلع المحلية، وإلى مدة خزنها، وإلى ما يمكن أن يربح منها وما ينفق عليها.
ولينظم الملك، بواسطة الخبراء، أثمان السلع المتقلبة في كل خمسة أيام أو خمسة عشر يوما.
وليعين الملك قيم المعادن الغالية، وليحدد العيارات والمكاييل، وليفحصها في كل ستة أشهر مرة.
وأكثر العيارات والمكاييل استعمالا ما كان مصنوعا من الذهب والنحاس والفضة، وكانت تفرض أقسى العقوبات على من يغش في أمر الضريبة أو نوع السلعة، فمن شريعة منو:
صفحه نامشخص