وكان الأكشترية والبراهمة «الكهنة» عمادي المجتمع المتم أحدهما للآخر، وإن كان الأكشترية دون البراهمة بدرجات، جاء في شريعة منو:
لا فلاح للأكشترية بغير البراهمة، ولا ارتقاء للبراهمة بغير الأكشترية، فتانك الطائفتان إذا ما اتحدتا كتب لهما الفوز في الدارين.
يجب أن يعد البرهمي أبا للأكشتري ولو كان عمر البرهمي عشر سنوات وعمر الأكشتري مائة سنة، ويجب أن يحترم الأكشتري البرهمي على هذا الأساس.
ومن ثم ترى الفرق بين تينك الطائفتين الأوليين، وهذا الفرق ليس بالذي يذكر إذا ما قيس بالهوة التي تفصلهما عن بقية الشعب، ويبدو الأكشتري ندا للبرهمي من بعض الوجوه كما يستشف من ذلك النص الدال على الصلة الوثيقة بينهما، ويبدو ما لا يتصوره العقل من الوهاد العميقة بينهما وبين الويشية، ولا نقول الشودري الذي يكاد يكون غير موجود في المجتمع.
شكل 2-2: كهجورا. رسم معبد كهنداريا. «كما خططه الجنرال كننغهم»، «القرن العاشر من الميلاد.»
وكانت طبقة الويشية تشتمل على الزراع والتجار والمرتهنين، وكان هؤلاء يعدون من الذين يولدون مرتين، وإن كان قبولهم يتم بعد الأكشترية بمدة، كما أن قبول الأكشترية هؤلاء كان يتأخر عن قبول البراهمة.
وما كان الويشي ليهبط إلى درجة الأجراء مهما رأيت من اتضاع مهنته، فكان للويشي منزله وأسرته التي هو ربها المحترم، ولا شيء كان يجلب العار لدى الهندوسي البرهمي كإيجار المرء نفسه من الآخرين، فالخدمة من شأن الدواب والشودرا.
وإليك بعض نصوص وردت في شرائع منو عن الويشية:
يجب على الويشي بعد أن يقلد الحبل المقدس ويتزوج امرأة من طائفته أن يعنى جادا بمهنته ويربي المواشي على الدوام.
وليعلم جيدا كيف يبذر الحبوب، وليفرق بين الأرض الجيدة والأرض الرديئة، وليطلع على نظام الأوزان والمكاييل اطلاعا تاما.
صفحه نامشخص