98

حضارة العرب

حضارة العرب

ژانرها

القرن السابع من الهجرة:

جرد الأوربيون على الإسلام عدة حملات صليبية كان نصيبها الحبوط الذريع، واكتسح الصليبيون في حملتهم الرابعة التي جردوها في سنة 1202م مدينة القسطنطينية المسيحية بدلا من مقاتلة المسلمين، وأقاموا فيها دولة لاتينية شرقية لم يكتب لها البقاء أكثر مما كتب لدولة القدس، ولم تكن الحملات الصليبية الأربع الأخيرة أوفر حظا مما تقدمها، وأسر الملك سان لويس في الحملة السابعة، وافتدى نفسه بفدية عظيمة، ومات هذا الملك في الحملة الثامنة بالطاعون حين اقترب من أسوار تونس طامعا في تنصير أميرها.

شكل 3-17: خوذة أمير عربي في مصر (على الطراز الفارسي العربي).

وكانت هذه الحملة الثامنة آخر الحملات الصليبية، وأدرك العالم النصراني بها أنه لا يزال عاجزا عن قهر المسلمين، وعدل عن فتح فلسطين، وظلت الراية الإسلامية تخفق فوقها حتى الآن.

وبينما كان العرب يدفعون نصارى الغرب في أثناء الحروب الصليبية، ويخرجون منها ظافرين - ظهر في الشرق الأقصى عدو مخيف، فقد قذفت نجود التتر تيار المغول الذي انقض على آسية بقيادة جنكيزخان، واكتسح بلاد الصين وفارس والهند، ثم استولى المغول على بغداد في سنة 1258م، وقضوا على العباسيين الذين كان لهم السلطان منذ خمسمائة سنة.

وعلى ما بين الترك والمغول من شبه في الهمجية كان المغول أكثر استعدادا للثقافة، فالمغول وإن لم يكونوا أهلا لإبداع حضارة جديدة كما أبدع العرب، استطاعوا أن ينتفعوا بحضارة العرب الذين، وإن زال ملكهم في الشرق، ظلت حضارتهم تهيمن عليه.

وانحصر سلطان العرب في مصر وإسپانية بعد أن تكمش أمام أولئك الفاتحين.

القرن الثامن من الهجرة:

كان القرن الثامن من الهجرة حافلا باقتتال الترك والمغول على ميراث العرب في الشرق، وقد دقت ساعة انحطاط هؤلاء الآخرين.

القرن التاسع من الهجرة:

صفحه نامشخص