وكان الخليفة الرابع علي، وهو صهر النبي (655م)، هدفا للدسائس التي كادت الدولة العربية تنهار بسببها، وقتل علي بعد خلافة دامت خمس سنين، فختم بوفاته دور الخلفاء الأولين الذين كانوا من أصحاب محمد السابقين المعدودين آباء الإسلام.
وفتح دور خلفاء بني أمية بمعاوية (660م)، ونقل هؤلاء مقر الخلافة إلى دمشق، وصاروا يسيرون على نمط ملوك آسية.
وأرسل الخليفة الجديد كتائب إلى شمال إفريقية الذي جعل منه حكومة منفصلة، ولم يعق زحفها غير المحيط الأطلنطي، وجاب البحر المتوسط أسطول مؤلف من 1200 قطعة، فاستولى على جزره وأغار على صقلية.
وحوصرت القسطنطينية سبع سنين على غير جدوى، وعبر نهر جيحون، ورفع قواد الخليفة رايته حتى سمرقند.
ومات معاوية (680م) بعد حكم دام عشرين سنة.
وثابر بنو أمية على الفتح، وبلغت جيوشهم حدود الصين من الشرق والمحيط الأطلنطي من الغرب، وجاوز العرب مضيق جبل طارق في سنة 712م، ودخلوا إسپانية، ووفقوا لنزعها من مملكة القوط النصرانية، وأقاموا فيها مملكة خضعت لسلطان العرب نحو ثمانية قرون.
ولم ينقض القرن الأول من الهجرة حتى كانت راية النبي تخفق من الهند إلى المحيط الأطلنطي، ومن القفقاس إلى الخليج الفارسي، وغدت إسپانية، التي هي إحدى الممالك النصرانية الكبرى في أوربة، خاضعة لشريعة محمد.
القرن الثاني من الهجرة:
اتسع نطاق الفتوح العربية قليلا في القرن الثاني من الهجرة، وأصبح هم العرب مصروفا إلى تنظيم دولتهم العظمى على الخصوص، وتوغلت جيوشهم في بلاد الغول حتى اللوار حيث دحرها شارل مارتل، واستقروا بجنوب فرنسة إلى أن طردهم شارلمان منه نهائيا.
ونقل، في القرن الثاني من الهجرة، مقر الخلافة من دمشق إلى بغداد التي أنشأها المنصور في سنة 762م، بعد أن تمت الخلافة فيه لبني العباس (عم النبي) الذين هدموا دولة الأمويين في سنة 752م، وقتلوهم خلا طريد منهم استطاع أن يفر اتفاقا، وأن يقيم دولة مستقلة في إسپانية سنة 756م.
صفحه نامشخص