============================================================
فقال : بل من أصحاب أمير المؤمنين فقال : ايسط يدك لأبايعك لأمير المؤمنين فألقى الله على بيعته، أما والله ما كفتنا آية من كتاب الله، وهي قوله تعالى: { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} (الانفال : 25) فوالله لقد أصابت الذين ظلموا منا خاصة وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من شهر جمادى الأخرى سنة ست ال وثلاثين، وكانت عدة القتلى ثلاثين ألفا برواية وكيع، ولما انقضى حرب الجمل بالفتح المبين لأمير المؤمنين ل ، ويلغ إلى معاوية ذلك؛ كتب إلى علي عكل: بسم الله الرحمن الرحيم لعلي بن أبي طالب من معاوية بن أبي سفيان سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد : فو الله ما بقي أحد احب أن يكون هذا الأمر إليه منك، ولقد عرفت رأي أبي قبل، لقد جآءك يوم توفى رسول الله.
يدعوك إلى البيعة، فانا إلى ذلك اليوم أسرع إن أعطيتني النصف، أو تحاملت على نفسك لقرابتي؛ إن استعملتني على الشام ، وأعطيتتي ما أثلج به لا تعزلني عنه بايعت لك ومن قبلي وكنا أعوانك، ققد رأيت عمر قد ولاني فلم يجد علي، وإن لم تفعل فوالله لأجلبن عليك خمسين ألف حصان قارح في غير ذلك من الخيل(1). فلما قرأ علي الكتاب استشار فيه عبدالله بن عباس، والحسن ين علي، وعمار بن ياسر رجلا رجلا، فقال عمار: والله ما أرى أن تستعمله على الزرقاء وإنما بها خمسة أنفس، فقال علي هخل: اطو ذلك، ثم دعا الحسن وابن عباس، فقالا قد كنا أشرنا عليك أن تقره على عمله ولا تحركه حتى إذا بايع الناس أخذت ما أردت واقررته إن رايته أهلا لذلك(2).
(1) المصابيح 308.
(2)المصابيح 308، (16)
صفحه ۷۹