حدائق وردیه

محلی d. 652 AH
119

حدائق وردیه

ژانرها

============================================================

المتعالي عن الأشباه والضروب، علام الغيوب، فمعاني الخلق عنه منفية، ال وسرائرهم عليه غير خفية، المعروف بغير كيفية، ولا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، لا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأقدار، ولا تقدره العقول، ولا تقع عليه الأوهام(1).

الومن خطبة له قوله : الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء خلق ماكون، يستشهد بحدوث الأشيآء على قدمه، وبما وسمها من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، اا ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثيه، مباين لجميع ما جرى في الصفات، ومتنع عن الادراك بما ابتدع من تصريف الأدوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرم الحالات، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تدركه الأبصار لجلاله، ممتنع من الأوهام أن تستعرفه، وعن الأذهان أن وفي رواية أخرى: فليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له فيه بالأمثال، كل دون صفاته تخابير اللغات، وضل هنالك تصاريف الصفات، وحار دون ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب، تاهت في آدنى أدانيها طامحات العقول، واحد لا بعدد، دائم لا بأمد، قائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادله الأجناس، ولا بشبح فتضارعه الأشباح، ليس لها محيص عن إدراكه لها، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى باتقان صنعه لهاآية، وبتركيب خلقها عليه دلالة، وبحدوث ما فطر على قدمه شهادة، فليس له حد مسوب، ولا مثل مضروب، ولا شيء هو عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا(2).

(1)لامالى 190، وحلية الأولياء 72/1، والسيوطي في الكبير 258 رقم 5649 .

(2)الامالى 199-198.

(104)

صفحه ۱۱۹