واشترى رجل كبشًا في العيد، فلما دخل به على زوجته، ورأته ضعيفًا، قالت له: هذا الكبش يشبهني ويشبهك، قال: وكيف ذلك؟ قالت: يشبهني في الشحم، وإياك في القرون.
وكان لابن أبي عتيق جارية تخدمه، وكان يتبعها جار له، فبينما هي ذات يوم توضئه، إذ وقع حجر بين يديه، فتغافل، فلما كان بعد ساعة وقع حجر آخر، فقال بأعلى صوته: إنها مشغولة، فانقطع الرجم.
وكتب عبد الله بن الزبير إلى بعض عمله: عمدت إلى مال الله فأكلته، فكتب إليه: إذا لم آكل مال الله، فمال من آكل؟ لقد طلبت من الشيطان ماله مرة، فما فرج عني كربة.
وغضب بعض عمال عيسى بن صبيح امرأة موضعًا، فجاءت إليه، ومجلسه قد غص بأهله، فقالت له: بالذي أعز النصرانية بسماء غلامك، وأعز اليهود بهارون كاتبك، وأذل المسلمين بك إلا أنصفتني، فخجل عيسى وقال: ردوا عليها موضعها.
وقال الرشيد لابنه المعتصم: ما فعل وصيفك فلان؟ قال: مات واستراح من المكتب، قال: وبلغ بك المكتب هذا المبلغ؟ والله، لا تحضره أبدًا، ووجهه إلى البادية، فتعلم الفصاحة، وكان أميًا.
وكان بعض الكتاب يكتب كتابًا، وإنسان يتطلع عليه، فشق ذلك عليه، فكتب: ولولا ابن ألف كذا وكذا، كان يقرأ كتابي حرفًا حرفًا لأعلمتك، فقال الرجل: ما كنت أنظر في كتابك، قال: فمن أين لك معرفة ما أنكرت؟ وروي أن يزيد بن معاوية، لما أراد توجيه مسلم بن عقبة إلى المدينة، اعترض الناس، فمر به رجل معه ترس قبيح، فقال له: يا أخا أهل الشام: مجن ابن ربيعة كان أحسن من مجنك، يريد قوله:
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر
وقال الشعبي: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: ما غلبني أحد قط، إلا غلام من بني الحارث بن كعب، وذلك أني خطبت امرأة من بني الحارث، وكان عندي شاب منهم، فأصغى إلي، فقال: أيها الأمير، لا خير لك فيها، فقلت: يا ابن أخي، وما لها؟ قال: إني رأيت رجلًا يقبلها، فتركتها، قال: ثم بلغني أن الفتى تزوجها، فأرسلت فيه، فقلت: ألم تخبرني أنك رأيت رجلًا يقبلها؟ قال: نعم، رأيت أباها يقبلها.
وحكى الأصمعي قال: كان رجل من ألأم الناس وأنجلهم، وكان عنده لبن كثير، فسمع به رجل ظريف، فقال: الموت، أو أشرب من لبنه، فأقبل ومعه صاحب له، حتى إذا كان بباب صاحب اللبن، غشي عليه وتماوت، فقعد صاحبه عند رأسه، يسترجع، فخرج صاحب اللبن، فقال: ما باله؟ فقال: هذا سيد بني تميم، أتاه أمر الله ها هنا، وكان قال: أسقني لبنًا، قال صاحب اللبن: هذا هين موجود، يا غلام، ائتني بقدح من لبن، فأتاه به، فأسند صاحبه إلى صدره، وسقاه حتى أتى عليه، وتجشأ، فقال صاحبه لصاحب اللبن: أتقول: هذا راحة الموت؟ ففطن لهما وقال: أماتك الله وإياه.
وقال الأصمعي: مر رجل بأبي الأسود الدؤلي، وهو يقول: من يعشي هذا الجائع؟ فقال: علي به، فأتاه بعشاء كثير، فأكل حتى شبع، ثم ذهب السائل ليخرج، فقال: أين تريد؟ قال: أريد أهلي، قال: لا أدعك تؤدي المسلمين الليلة بسؤالك، اطرحوه في الأوهم، فبات مكبولًا حتى أصبح.
ووقع درهم بيد سليمان بن مزاحم، فجعل يقبله، ويقول في شق: لا إله إلا الله، وفي شق: قل هو الله أحد، ما ينبغي لهذا أن يكون إلا تعويذًا أو رقية، ورمى به في الصندوق.
وكان ابن عيسى بخيلًا، وكان إذا وقع الدرهم بيده، طعنه بظفره، وقال: كم مدينة دخلتها، وأيد درجتها، فالآن، استقر بك القرار، واطمأنت بك الدار، ثم يرمي به في الصندوق.
ونظر أشعب إلى رجل قبيح، فقال: ألم ينهكم سليمان بن داود عن الخروج بالنهار؟ وحكى المدائني وقال: أتت ليلة الشك في رمضان. فكثر الناس على الأعمش يسألونه عن الصوم، فضجر، ثم أرسل إلى بيته في رمانة، فشقها، ووضعها بين يديه، فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن يسأله، أخذ حبة فأكلها. وكفى الرجل السؤال، ونفسه الرد.
وقال رجل لمحمد بن مطروح الأعرج ﵀: ما تقول في رجل مات يوم الجمعة، أيعذب عذاب القبر؟ قال: يعذب يوم السبت.
وقال آخر: أتجد في بعض الكتب أن جهنم تخرب؟ قال: ما أشفاك إن اتكلت على خرابها.
1 / 60