خطبة في التّعريف بمولده الشّريف، وقدره العليّ المنيف
الحمد لله بارئ أمشاج النّسم «١»، وفاتق رتاج الكمم «٢»، ومولج الأنوار في الظّلم، ومخرج الموجودات من العدم، خلق من صلصال «٣» كالفخّار آدم، ونجّى نوحا في السفينة من الغرق الّذي عمّ، وقال للنّار: كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إِبْراهِيمَ [سورة الأنبياء ٢١/ ٦٩] وهي تضطرم، وسلّم موسى من سطوة فرعون ونجّاه من اليمّ، وأنطق عيسى في المهد ببراءة مريم، وختم الأنبياء بمحمّد صلّى الله عليه وعليهم أجمعين وسلّم، وجعله سيّد ولد آدم، وأمّته خير الأمم.
أحمده على ما رزق وأنعم، وأفوّض أمري إليه تعالى فيما قضى وأبرم.
وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادة من آمن به وأسلم. وأشهد أنّ محمّدا عبده المصطفى المكرّم، ورسوله
_________
(١) المشيج: كلّ شيئين مختلطين. النّسم: الخلق والنّاس.
(٢) الرّتاج: الباب العظيم، (ج): رتج. الكمّ: برعوم الثّمرة. وأيضا: وعاء الطّلع، (ج): أكمام. والكمّ: بضمّ الكاف: مدخل اليد ومخرجها من الثّوب، (ج): أكمام، وكممة.
(٣) الصّلصال: طين يابس له صلصلة، أي: صوت.
1 / 53