ورسمه برسمه، والبياض في الموضع الثّاني حجب عنّا معرفة اسم الكتاب على وجه التّحقيق والتّأكيد) .
ومع هذا كلّه نرى أنّ الأنصاريّ- ﵀ قد ذكر أثناء وصفه للمخطوط الّذي اعتمده- والّذي هو ضمن مجموع لكتب أخرى لابن الدّيبع- فقال: (عنوان الكتاب معلّق بخطّ الثّلث الجميل. وأرجّح أنّ هذه العنونة مستحدثة، يعود تاريخ كتابتها إلى زمن متأخّر عن زمن نسخها) .
ولعلّ التّشابه في بعض الأمور قد أوصل الأنصاريّ- ﵀ إلى ما وصل إليه.
وكم كنّا نأمل أن يكون الشّيخ الأنصاريّ بين ظهرانينا ليطّلع على ما توصّلنا إليه من معلومات كانت ستثلج صدره وتقرّبها عينه. عليه رحمة الله «١» .
يحسن بنا أن نشير هنا إلى أنّنا قد أطلعنا الأستاذ المحقق عبد الله بن محمّد الحبشي على ما توصّلنا إليه، فتكرّم بكتابة تمهيد لهذا الكتاب المبارك، ساهم في تبيان الحقيقة وإزالة اللّبس. فجزاه الله عنّا خيرا، ووفّقه وسدّد خطاه.
وإنّني وكلّي فرح وسرور بهذا الاكتشاف الّذي أعاد الحقوق لأهلها، وأوضح أمرا في غاية الأهمّيّة حول نسبة هذا الكتاب، أتوجّه إلى الله تعالى أن يكلّل أعمالنا ومساعينا وجميع أمورنا بالتّوفيق «٢» .
ويحسن بي أيضا أن أجري في هذه العجالة مقارنة بين طبعة الأنصاريّ- رحمه الله تعالى- وبين طبعتنا هذه؛ ذاكرا مميّزاتها:
١- اعتمد الأنصاريّ على مخطوط واحد فقط، فقال: (تعرّض المجموع لعمل الأرضة، فأحدثت فيه ثقوبا اخترقت المجموع من الغلاف إلى الغلاف، وأحدثت فيه ضررا بالغا، وأتت على بعض الكلمات فاقتطعتها) . وقد بذل- ﵀ جهدا كبيرا بإثبات النّقص الّذي أصاب المخطوط، معارضا الكتاب على أصوله الّتي نهل المؤلّف منها، مجتهدا بتصويب التّصحيف وإصلاح الخلل، وبما أنّه اعتمد على نسخة ناقصة وسقيمة فلم تأت تصويباته كاملة في معظم المواطن. بينما اعتمدنا نحن على مخطوطين كاملين ليس بهما أيّ نقص أو خرم، فجاء الكتاب أكثر ضبطا وأقرب إلى الصّواب.
_________
(١) كانت وفاة الشّيخ عبد الله إبراهيم الأنصاريّ نهاية سنة ١٤١٠ هـ رحمه الله تعالى.
(٢) كذلك- وقبل طبع هذا الكتاب المبارك- فإنّنا قد اكتشفنا ما يزيل أيّ شكّ ربّما يطرأ- مع ما توفّر من الأدلّة السّابقة- فقد عثرنا على كتاب «مولد النّبيّ ﷺ» للعلّامة (بحرق) محفوظا في مكتبة الأسد الوطنيّة بدمشق؛ من خلال ثلاث نسخ خطيّة، ذوات الأرقام: (٨٥٧١)، (١٠٧٩٩)، (١١٣٧٢)؛ وبعد اطلاعنا عليها وجدنا تطابقا في بداية «المولد» مع فصل (خطبة في التّعريف بمولده الشّريف) من هذا الكتاب، ص ٥٣ وهذا التّطابق كلمة بكلمة وحرف بحرف؛ ممّا يؤكد دون أدنى شكّ أنّ هذا الكتاب للعلّامة (بحرق) - رحمه الله تعالى- ولله الحمد على ما أنعم وألهم. اه الناشر.
1 / 6