قال: ربها أحق بها فمن أنت؟ قال: ملك الموت قال: لقد نعت لي منك أشياء ما أراها فيك قال: أدبر فأدبر فإذا عيون مقبلة وعيون مدبرة، وإذا كل شعرة منه كأنها إنسان قائم، فتعوذ إبراهيم من ذلك وقال: عد إلى الصورة الأولى قال: يا إبراهيم إن الله إذا بعثني إلى من يحب لقاءه بعثني في الصورة التي رأيت أولا.
وأخرج ابن أبى الدنيا عن كعب قال: إن إبراهيم ﵇ رأى في بيته رجلا فقال: من أنت؟ قال: أنا ملك الموتن قال إبراهيم: إن كنت صادقا فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت قال ملك الموت: أعرض بوجهك فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض فيها المؤمنين، فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله تعالى ثم قال: أعرض بوجهك، فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفار والفجار فرعب إبراهيم رعبا حتى أرعدت فرائصه، وألصق بطنه بالأرض، وكادت نفسه أن تخرج.
وأخرج عن ابن مسعودن وابن عباس قالا: لما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلا سال ملك الموت ربه يأذن له فيبشره بذلك فأذن له فجاء إبراهيم فبشره بذلك فقال: الحمد الله ثم قال: يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار، قال: يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال: بلى قال: فأعرض، فأعرض ثم نظر فإذا برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده غلا في صورة رجل، يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشى على إبراهيم ثم أفقا وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين قال: أعرض فأعرض ثم التفت فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها، وأطيبهم ريحا، في ثياب بيضاء فقال: يا ملك الموت! لو لم يرى المؤمن عند موته من قرة العين
1 / 41