46

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

ناشر

دار طيبة

شماره نسخه

العاشرة

سال انتشار

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

محل انتشار

مكة المكرمة

ژانرها

وبين ﷺ أن من علامات الحياء من الله والرغبة في الآخرة الِإعراض عن زينة الدنيا: فعن ابن مسعود ﵁ قال رسول الله ﷺ: " استحيوا من الله تعالى حق الحياء، مَن استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة، ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من الله حقَّ الحياء " (١) وندبنا إلى التواضع في المظهر، ووعدنا عليه الأجر والكرامة: فعن معاذ بن أنس ﵁ قال رسول الله ﷺ: " من ترك اللباسَ تواضعًا لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخَيِّرَه من أيِّ حلل الِإيمان شاء يلبسها " (٢) وعلَّمنا أن قيمة الرجال بجوهرهم لا بمظهرهم، بأعمالهم لا بأسمالهم: فعن أبي هريرة ﵁ قال رسول الله ﷺ: " رُبَّ أشعثَ أغبرَ، مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه " (٣) وعن سهل بن سعد الساعدي ﵁ أن النبي ﷺ مَرَّ عليه رجل، فقال: " ما تقولون في هذا؟ "، قالوا: " حرىٌّ إن خطب أن يُنكَح، وإن شفع أن يُشَفَّعَ، وإن قال أن يُسْتَمَعَ "، ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال ﷺ: " ما تقولون في هذا؟ "، قالوا: " حرىٌّ إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يُشَفَّعَ وإن قال أن لا يُسْتَمَعَ " فقال رسول الله ﷺ: " هذا خير من ملء الأرض مثلَ هذا " (٤).

(١) رواه الإمام أحمد في " المسند "، والترمذي، وغيرهما، وانظر: " صحيح الجامع " رقم (٩٤٨). (٢) رواه الترمذي وغيره، انظر: " صحيح الجامع " رقم (٦٠٢١). (٣) رواه الِإمام أحمد في " مسنده "، ومسلم في " صحيحه " في البر والصلة والأدب: باب فضل الضعفاء والخاملين. (٤) رواه البخاري رقم (٥٠٩١) في النكاح: باب الأكفاء في الدين.

1 / 46