129

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

ژانرها

، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ»
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْجَمَاعَةُ». (صحيح رواه ابن ماجه).
(الْجَمَاعَة) أَيْ الْمُوَافِقُونَ لِجَمَاعَةِ الصَّحَابَة الْآخِذُونَ بِعَقَائِدِهِمْ الْمُتَمَسِّكُونَ بِرَأْيِهِمْ. ويوضح ذلك قول النبي ﵌ في رواية الترمذي «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (حديث حسن).
فهذه السبل التي على جنبات الصراط هي هذه الفرق والأهواء، وهي الضلالات التي ندعو الله ﷾ أن يجنِّبَنا إياها، وندعوه أن يثبتنا على الصراط المستقيم، وهو اتباع دين محمدٍ ﵌ وسنته.
• ولابد في العمل الصالح من شرطين:
الأول: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله ﷾، فإذا لم يكن العمل خالصًا لوجه الله ﷾ فإنه لا يقبله، كإنسان يريد بعمله الدنيا.
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﵌: «قَالَ اللهُ ﵎: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» (رواه مسلم).
مَعْنَى الحديث: أَنَا غَنِيّ عَنْ الْمُشَارَكَة وَغَيْرهَا، فَمَنْ عَمِلَ شَيْئًا لِي وَلِغَيْرِي لَمْ أَقْبَلهُ، بَلْ أَتْرُكهُ لِذَلِكَ الْغَيْر. وَالْمُرَاد أَنَّ عَمَل الْمُرَائِي بَاطِل لَا ثَوَاب فِيهِ، وَيَأْثَم بِهِ.
لماذا يشرك بالله ﷾ وهو غني عن جميع الأعمال التي يعملها؟!
حاله مثل من يهدي إلى تاجر غني هدية - والله هو الغني وله المثل الأعلى ـ، ويقول: هذا لك، وأعط فلانًا منها قليلًا، فيقول له: أعطها كلها لفلان فأنا لست محتاجًا لها، فكيف والله ﷾ الغني العظيم ﷾ الذي يقول - فيما يرويه عنه حبيبنا ﵌:
«يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا.

1 / 136