166

Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

ناشر

دار ابن الجوزي

شماره نسخه

الرابعة ١٤٢٠هـ

سال انتشار

١٩٩٩م

ژانرها

حكم قوم بغير ما أنزل الله؛ إلا وقع بأسهم بينهم"، وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول ونشوب الفتن والتناحر بين الشعوب؛ لأن الإيمان بالكتاب يوجب التحاكم إليه، فمن ادعى الإيمان بالكتاب وهو يتحاكم إلى غيره؛ فهو متناقض في دعواه، والكتاب لا يتجزأ؛ فيجب تطبيقه كله، والعمل به كله، في كل المجالات؛ في العقائد، والعبادات، والمعاملات، وفي الأحوال الشخصية، والجنايات، والحدود، وفي الآداب والسلوك.
قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ ١، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ٢، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ٤.
فنفى الإيمان نفيا بالقسم عمن لم يُحَكَّم الرسول ﷺ في موارد النزاع، مع انشراح صدره، وانقياده لحكم الله، كما وصف من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر والظلم والفسق، وإن الإيمان والعدالة والعدل؛ فتبّا لقوم استبدلوا كتاب الله بالقوانين الوضعية الطاغوتية، وهم يدَّعون الإيمان؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

١ سورة المائدة، الآية ٤٢.
٢ سورة المائدة، الآية ٤٥.
٣ سورة المائدة، الآية ٤٧.
٤ سورة النساء، الآية ٦٥.

1 / 176