والثاني أن الوصف بالشم والذوق واللمس يقتضي نوع اتصال بين الشام والمشموم والذائق والمذوق والحق تعالى يتقدس عن الاتصال وأما السمع والبصر لا يقتضيان اتصال
والثالث أن هذه الصفات لا تبنى عن حقيقة الإدراك لأنه يصح أن يقول القائل شممت ولم أدرك رائحة ولو كان إدراكا لتناقض قوله وصار بمنزلة ما لو قال أدركت الرائحة ولم أدرك فنطلق القول بوصف الإدراك ولا تثبت هذه الأوصاف له
والدليل عليه في الشرع قوله تعالى في مواضع كثيرة
ﵟالسميع البصيرﵞ
والدليل عليه أنه أنكر على عبدة الأصنام ورد عليهم صنعهم بأنه لا سمع لمعبودهم ولا بصر فقال مخبرا عن إبراهيم عليه السلام
ﵟلم تعبد ما لا يسمع ولا يبصرﵞ
فثبت بذلك صحة ما ذكرناه
مسألة
الباري تعالى متكلم وطريق إثبات كونه متكلما مثل طريق إثبات السمع والبصر إلا أنه لا بد في إثبات ذلك من إثبات حقيقة الكلام وسنذكره بعد ذلك
والدليل عليه من الشرع قوله تعالى
ﵟفأجره حتى يسمع كلام اللهﵞ
وغير ذلك من الآيات
مسألة
صفحه ۸۹