فإن استدلوا بظواهر الكتاب والسنة مثل قوله سبحانه وتعالى
ﵟالرحمن على العرش استوىﵞ
وقوله تعالى في قصة عيسى عليه السلام
ﵟإني متوفيك ورافعك إليﵞ
وقوله سبحانه وتعالى
ﵟيخافون ربهم من فوقهمﵞ
ومثل قوله عليه السلام ( ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا ) وغير ذلك من الآيات والأخبار فلأصحابنا في ذلك طريقان
أحدهما الإعراض عن التأويل والإيمان بها كما جاءت والإيمان بها صحيح وإن لم يعرف معناها كما أن إيماننا بجميع الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم والكتب المنزلة من الله تبارك وتعالى صحيح وإن لم يعرف شيئا في ذلك وإيماننا بالحروف المقطعة في أوائل السور صحيح وإن لم نعرف معناها وهذا الطريق أقرب إلى السلامة
ومن أصحابنا من صار إلى التأويل والاختلاف صادر عن اختلاف القراءتين في قوله تعالى
ﵟمنه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهاتﵞ
إلى قوله
ﵟوما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا بهﵞ
فمن صار إلى الوقف على قوله
ﵟوما يعلم تأويله إلا اللهﵞ
أعرض عن التأويل وجعل قوله
ﵟوالراسخون في العلمﵞ
كلاما مبتدأ ومعناه أن العلماء يقولون آمنا به
صفحه ۷۶