340

الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل

الغنية لطالبي طريق الحق

ویرایشگر

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

ناشر

دار الكتب العلمية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

وعشرًا بعد.
وقال الشعبي ﵀: لو صمت السنة كلها لأفطرت اليوم الذي يشك فيه، فيقال من شعبان ويقال من رمضان، وذلك أن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض علينا، فحولوه إلى الفصل، وذلك أنهم كانوا ربما صاموا في القيظ فعدوا ثلاثين يومًا، ثم جاء بعدهم قرن منهم فأخذوا بالثقة في أنفسهم، فصاموا قبل الثلاثين يومًا وبعدها يومًا، ثم لم يزل الآخر يستن بسنة القرن الذي قبله حتى صاروا إلى خمسين يومًا، فذلك قوله ﷿: ﴿كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ [البقرة: ١٨٣] يعني لكي تتقوا الأكل والشرب والجماع.
وقال أهل التفسير أيضًا: فرض الله تعالى على رسوله محمد ﷺ -وعلى المؤمنين صوم يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر حين قدم المدينة، فكانوا يصومونها، إلى أن نزل صيام شهر رمضان قبل قتال بدر بشهر وأيام، قال الله تعالى: ﴿أيامًا معدودات﴾ [البقرة: ١٨٤] يعني شهر رمضان ثلاثين يومًا أو تسعة وعشرين يومًا.
وروى عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أنه سمع ابن عمر ﵄ -يحدث عن النبي ﷺ -أنه قال: "إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب الشهر هكذا وهكذا وهكذا لتمام الثلاثين" وسمى الشهر شهرًا لشهرته، وهو مأخوذ من الشهرة وهي البياض، ومنه يقال: شهرت السيف إذا سللته وشهر الهلال إذا طلع.
(فصل) اختلف الناس في معنى قوله رمضان:
فقال بعضهم: رمضان اسم من أسماء الله تعالى، فيقال شهر رمضان، كما يقال: شهر الله الأصم لرجب، وعبد الله.
وروى جعفر الصادق ﵀ -عن آبائه ﵃ -عن النبي ﷺ -أنه قال: "شهر رمضان شهر الله".
وقال أنس بن مالك ﵁: قال رسول الله ﷺ: "لا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه الله تعالى في القرآن، فقال: شهر رمضان".

2 / 7