192

الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل

الغنية لطالبي طريق الحق

پژوهشگر

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

كما أن الهوى باب الدنيا، قال الله تعالى: ﴿واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾ [البقرة: ٦٣] فأخبر ﵎ أن الإنسان بالذكر يتقى. (فصل) وفي القلب لمتان: لمة من الملك، وهي إيعاد بالخير وتصديق بالحق، ولمة من العدو، وهي إيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، ونهي عن الخير، وهو مروي عن عبد الله ابن مسعود ﵁. وقال الحسن البصري ﵀: وإنما هما همان يجولان في القلب: هم من الله، وهم من العدو، فرحم الله عبدًا قف عند همه، فما كان من الله أمضاه، وما كان من عدوه جاهده. وقال مجاهد ﵀ في قوله تعالى: ﴿من شر الوسواس الخناس﴾ [الناس: ٤] قال: هو ينبسط على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وانقبض، وإذا غفل انبسط على قلبه. وقال مقاتل ﵀: هو الشيطان في صورة خنزير معلق في القلب في جسد ابن آدم، يجري منه مجرى الدم، سلطه الله ﷿ على ذلك من الإنسان، فذلك قوله: ﴿الذي يوسوس في صدور الناس﴾ [الناس: ٥]. فإذا سها ابن آدم وسوس في قلبه حتى يبتلع قلبه الخناس، الذي إذا ذكر الله ﷿ ابن آدم خنس عن قلبه، فذهب عنه وخرج من جسده. وقال عكرمة ﵀: الوسواس محله من الرجل في فؤاده وعينيه، ومحله في المرأة في عينيها إذا أقبلت، وفي عجيزتها إذا أدبرت. (فصل) وفي القلب خواطر ستة: أحدها: خاطر النفس. الثاني: خاطر الشيطان. الثالث: خاطر الروح. الرابع: خاطر الملك. الخامس: خاطر العقل. السادس: خاطر اليقين. فخاطر النفس يأمر بتناول الشهوات ومتابعة الهوى المباح منه والجناح.

1 / 204