168
وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا أو تخلي بيننا وبينه، فردهم أبو طالب ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه، وجعل الإسلام يفشو بمكة في قبائل قريش، فاجتمع أشراف قريش من كل قبيلة عند ظهر الكعبة وكان منهم أيضا العاص بن وائل فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا ليكلموك.
ولما أسلم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي فغدى إليه وإذا غلام جاءه وقال عمر: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد، فقام جميل على باب المسجد وأتبعه عمر وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش ألا إن ابن الخطاب قد صبأ،
169
ويقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وثاروا وما برح يقاتلهم ويقاتلونه فينهاهم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة
170
وقميص موشى حتى وقف عليه فقال ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، قال: مه،
171
رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم هكذا خلوا عن الرجل، فقال ابن عمر لأبيه بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟ قال: ذاك أي بني العاص بن وائل السهمي، والعاص هذا هو أبو عمرو بن العاص.
عمرو بن العاص
صفحه نامشخص