56

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

ناشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

يَعْلَمُ مِنِّي إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: مَادِحُ نَفْسِهِ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ. فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوجِعَكَ ضَرْبًا. قَالَ: فَتَرَاكَ أَشَدَّ بَطْشًا مِنِّي؟ ! قَالَ: وَتُرَاكَ فَاعِلًا؟ ! قَالَ: أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَكٍّ؟ .
١٢٦ - وَقَفَ أَعْرَابِيُّ عَلَى قَوْمٍ يَسْأَلُهُمْ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمْ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَنِيعٌ. وَقَالَ لِلآخَرِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مُحْرِزٌ. وَقَالَ لِلآخَرِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَافِظٌ. فَقَالَ: قَبَّحَكُمُ اللهُ! مَا أَظُنُّ الأَقْفَالَ إِلَّا مِنْ أَسْمَائِكُمْ.
١٢٧ - وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ: هَلْ تَعْرِفُونَ الْعِشْقَ بِالْبَادِيَةِ؟ قَالَ: نَعَم، أَيَكُونُ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُهُ؟ ! . قُلْتُ: فَمَا هُو عِنْدَكُمْ؟ . قَالَ: القُبْلَةُ وَالضَّمَّةُ وَالشَّمَّةُ. قُلْتُ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا عِنْدَنَا. قَالَ: وَكَيْفَ هُوَ؟ قُلْتُ: أَنْ يَتَفَخَّذَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَيُبَاضِعُهَا. فَقَالَ: قَدْ خَرَجَ إِلَى طَلَبِ الْوَلَدِ.
١٢٨ - وَقَالَ مُزَبِّدٌ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَا مَضَى إِذَا عَشِقَ الْجَارِيَةَ رَاسَلَهَا مُدَّةً، ثُمَّ يَرْضَى أَنْ يَمْضَغَ الْعِلْكَ الَّذِي تَمْضَغُهُ، ثُمَّ إِذَا تَلَاقَيَا تَحَادَثَا وَتنَاشَدَا الْأَشْعَارَ؛ فَصَارَ الرَّجُلُ الْيَوْمَ إِذَا عَشِقَ الْجَارِيَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِرِجْلَيْهَا كَأَنَّهُ أَشْهَدَ عَلَى نِكَاحِهَا أبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ سِيرِينَ.
١٢٩ - وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: مِمَّا يُعْرَفُ وَيُؤْثَرُ مِنْ ذَكَاءِ الْخَلِيفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصورِ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لِلرَّبِيعِ: اطْلُبْ لِي رَجُلًا يُعَرِّفُنِي دُورَ النَّاسِ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ ذَاكَ، وَرَكِبَ، فَجَاءَهُ بِرَجُلٍ يُعَرِّفُهُ الدُّورَ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَبْتَدِئُهُ حَتَّى يَسْأَلَهُ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا فَارَقَهُ أَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ،

1 / 56