غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
53

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

ناشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

١١٢ - وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عُمَرَ، قَالَ: وَلِيَ أَعْرَابِيٌّ الْبَحْرَيْنَ، فَجَمَعَ يَهُودَهَا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَتَلْنَاهُ وَصَلَبْنَاهُ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لَا جَرَمَ! وَاللهِ لَا تَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِي حَتَّى تُؤَدُّوا إِلَيَّ دِيَتَهُ. قَالَ: فَمَا خرَجُوا حَتَّى أَخَذَ مِنْهُمْ. ١١٣ - وَعَنِ الصُّولِي، قَالَ: بَيْنَمَا الْحَسَنُ اللُّؤلُؤِيُّ يُحَدِّثُ الْمَأْمُونَ إِذْ نَعِسَ الْمَأْمُونُ، فَقَالَ لَهُ اللُّؤْلُؤِيُّ: اسْمَعْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَفَتَحَ عَيْنَهُ، فَقَالَ: يَا غُلامُ! خُذْ بِيَدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ سُمَّارِ الْمُلُوكِ، إِنَّمَا يَصْلُحُ هَذَا أَنْ يُفْتِي فِي مُحْرِمٍ صَادَ ظَبْيًا، وَنَحْنُ ظَلَمْنَاهُ إِذْ كَلَّفْنَاهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِخُلُقٍ. ثُمّ أَنْشَدَ الْمَأْمُونُ: ظَلَمْتَ امْرَأً كَلَّفْتَهُ غَيرَ خُلْقِهِ ... وَهَل كَانَتِ الأَخْلَاقُ إِلَّا غَرَائِزَا ١١٤ - وَقَالَ هَارُونُ الرَّشِيدُ لِلْجمَّاز: كَيْفَ مَائِدَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى؟ قَالَ: شِبْرٌ فِي شِبْرٍ، وَصَحْفَتُهُ مِنْ قِشْرِ الخَشْخَاشِ، وَبَيْنَ الرَّغِيفِ وَالرَّغِيفِ مَضْرِبُ كُرَة، وَبَيْنَ اللَّوْنِ وَاللَّوْنِ فَتْرَةُ نَبِيٍّ. قَالَ: فَمَنْ يَحْضُرُهَا؟ قَالَ: الْكِرَامُ الكَاتِبُونَ. فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَقَالَ: لَحَاكَ اللهُ مِنْ رَجُلٍ. ١١٥ - وَقِيلَ لِأَشْعَب: قَدْ لَقِيتَ رِجالًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَلَوْ حَفِظْتَ أَحَادِيثَ تَتَحَدَّثُ بِهَا. فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَدِيثِ. قَالُوا: فَحَدِّثْنا. قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "خَلَّتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ"، ثُمَّ سَكَتَ قِيلَ لَهُ: هَاتِ! مَا الْخَلَّتَانِ؟ قَالَ: نَسِيَ عِكْرِمَةُ أَحَدَهُمَا وَنَسِيتُ أَنَا الأُخْرَى.

1 / 53