غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
50

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

ناشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

وَمِنَ الجِدِّ المُشَبَّهِ لِلْمَزْحِ مَا ذَكَرَهُ صاحِبُ "خُلَاصَةِ عِقْدِ الدُّرَرِ" قَالَ: ١٠٢ - أَسَرَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ جَمَاعَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، فَوَجَدَ فِيهِمُ امْرَأَةً، فَقَالَ: وَأَنْتِ يَا عَدُوَّةَ اللهِ مِمَّنْ مَرَقَ مِنَ الدِّينِ وَخَرَجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟ ! أَمَا سَمِعْتِ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: كُتِبَ الْقَتْلُ وَالْقِتَالُ عَلَيْنَا وَعَلَى الْغَانِيَاتِ جَرُّ الذُّيُولِ؟ ! فَقَالَتْ: حُسْنُ مَعْرِفَتِكَ بِكِتَابِ اللهِ دَعَانَا إِلَى الْخُرُوجِ عَلَيْكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ! ١٠٣ - وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ عَامِلَ مَنْصُورِ بْنِ النُّعْمَانِ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَصْرَةِ: إِنِّي أَصَبْتُ سَارِقًا سَرَق نِصَابًا مِنْ حِرْزٍ، فَمَا أَصْنَعُ فِيهِ؟ فَكَتَبَ مَنْصُورٌ إِلَيْهِ أَنِ اقْطَعْ رِجْلَهُ وَدَعْهُ يَكِدُّ بِيَدِهِ عَلَى عِيَالِهِ. فَأَجَابَهُ العَامِلُ: إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ هَذَا لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [٥ سورة المائدة/ الآية: ٣٨). فَكَتَبَ إِلَيْهِ: الْقُرْآنُ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الأَرْضِ، وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ! ١٠٤ - وَتَقَدَّمَ رَجُلٌ إِلَى بَعْضِ الْقُضَاةِ بِخَصْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا بَاعَنِي ثَوْبًا وَجَدْتُ فِيهِ عَيْبًا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقِيلَنِي فَأَبَى. فَالْتَفَتَ الْقَاضِي إِلَى الْخَصْمِ، وَقَالَ: أَقِلْهُ عَافَاكَ اللهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "قِيلُوا، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ" [رواه الطبراني في "الأوسط" برقم: ٢٨]. ١٠٥ - وَسُئِلَ الْبُهْلُولُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الْفَرَائِضِ، وَهِيَ: رَجُلٌ مَاتَ وَخَلَّفَ ابْنًا وَبِنْتًا وَزَوْجَةً، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ. فَقَالَ: لِلابْنِ الْيُتْمُ، وَلِلْبِنْتِ الثَّكْلُ، وَللزَّوْجَةِ خَرَابُ البَيْتِ، وَمَا بَقِيَ مِنَ الْهَمِّ فَلِلْعَصَبَةِ.

1 / 50