غذاء الألباب در شرح منظومه الآداب

Muhammad ibn Ahmad al-Saffarini d. 1188 AH
95

غذاء الألباب در شرح منظومه الآداب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

ناشر

مؤسسة قرطبة

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

۱۴۱۴ ه.ق

محل انتشار

مصر

ژانرها

عرفان
وَعَلَى الْإِمَامِ مَالِكٍ ﵃ أَجْمَعِينَ -: إنَّا سَأَلْنَا مَالِكًا وَقَرِيبَهُ ... لَيْثَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ لِثَامِ الْوَامِقِ أَيَجُوزُ قَالَا وَاَلَّذِي خَلَقَ الْوَرَى ... مَا حَرَّمَ الرَّحْمَنُ قُبْلَةَ عَاشِقٍ فَكُلُّ هَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنْ التُّرَّهَاتِ وَالتَّهَوُّرَاتِ كَذِبٌ وَزُورٌ، مِنْ تَخْلِيقِ أَهْلِ الْفِسْقِ وَالْفُجُورِ، وَإِنْ عَظُمَ قَدْرُ النَّاقِلِ، وَاطَّلَعَ عَلَى جُلِّ الْمَسَائِلِ وَقَدْ بَيَّنَ فِي رَوْضَةِ الْمُحِبِّينَ فَسَادَ جَمِيعِ ذَلِكَ مِمَّا ذَكَرْنَا وَمِمَّا لَمْ نَذْكُرْهُ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ فَسَادُهُ أَظْهَرَ مِنْ فَسَادِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنِّي ذَكَرْته خَوْفًا مِنْ اعْتِقَادِ صِحَّتِهِ مِمَّنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ بِصَحِيحِ الْأَقَاوِيلِ وَسَقِيمِهَا مِنْ الطُّلَّابِ، وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِطَرِيقِ الصَّوَابِ، لَا رَبَّ لَنَا سِوَاهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ. وَيَحْرُمُ بُهُتٌ وَاغْتِيَابٌ نَمِيمَةٌ ... وَإِفْشَاءُ سِرٍّ ثُمَّ لَعْنٌ مُقَيَّدِ (وَيَحْرُمُ) عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ (بُهُتٌ) أَيْ بُهُتُ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ فِي الْقَامُوسِ: بَهَتَهُ كَمَنَعَهُ بَهْتًا وَبَهَتًا وَبُهْتَانًا، قَالَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَفْعَلْ وَالْبَهِيتَةُ الْبَاطِلُ الَّذِي يُتَحَيَّرُ مِنْ بُطْلَانِهِ، وَالْكَذِبُ كَالْبُهُتِ بِالضَّمِّ. انْتَهَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: ١١٢] وَقَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ ﴿سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٦] وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْت إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْته، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ» . وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ ﵃ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ: قَوْلُهُ فَقَدْ بَهَتَّهُ بِتَخْفِيفِ الْهَاءِ وَمَنْ شَدَّدَهَا فَقَدْ أَخْطَأَ، وَمَعْنَاهُ قُلْت فِيهِ الْبُهْتَانَ وَهُوَ الْبَاطِلُ، وَقِيلَ قُلْت فِيهِ مِنْ الْبَاطِلِ مَا حَيَّرْته بِهِ، يُقَالُ بَهَتَ فُلَانٌ فُلَانًا فَبُهِتَ أَيْ تَحَيَّرَ فِي كَذِبِهِ، وَقِيلَ بَهَتَهُ وَاجَهَهُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْهُ

1 / 102