غذاء الألباب در شرح منظومه الآداب
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب
ناشر
مؤسسة قرطبة
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
۱۴۱۴ ه.ق
محل انتشار
مصر
ژانرها
عرفان
وَمَزْمُورٍ وَالزَّمَّارَةُ كَجَبَّانَةٍ مَا يُزَمِّرُ بِهِ كَالْمِزْمَارِ، وَالْمِزْمَارُ مُؤَذِّنُ الشَّيْطَانِ وَصَوْتُهُ.
مَطْلَبٌ: الْمِزْمَارُ مُؤَذِّنُ الشَّيْطَانِ
فَقَدْ قَالَ قَتَادَةُ لَمَّا أُهْبِطَ إبْلِيسُ قَالَ رَبِّ لَعَنَتْنِي فَمَا عَمَلِي؟ قَالَ السِّحْرُ، قَالَ فَمَا قُرْآنِي؟ قَالَ الشِّعْرُ، قَالَ فَمَا كِتَابِي؟ قَالَ الْوَشْمُ، قَالَ فَمَا طَعَامِي؟ قَالَ كُلُّ مَيْتَةٍ وَمَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ فَمَا شَرَابِي؟ قَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ فَأَيْنَ مَسْكَنِي؟ قَالَ الْأَسْوَاقُ، قَالَ فَمَا صَوْتِي؟ قَالَ الْمَزَامِيرُ. قَالَ فَمَا مَصَائِدِي؟ قَالَ النِّسَاءُ.
قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي إغَاثَةِ اللَّهْفَانِ: الْمَعْرُوفُ فِي هَذَا وَقْفُهُ. وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ ﷺ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ مَصَائِدِ الشَّيْطَانِ وَحِيَلِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ زعر عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ «إنَّ إبْلِيسَ لَمَّا أُنْزِلَ إلَى الْأَرْضِ قَالَ يَا رَبِّ أَنْزَلْتنِي إلَى الْأَرْضِ وَجَعَلْتنِي رَجِيمًا فَاجْعَلْ لِي بَيْتًا، قَالَ الْحَمَّامُ، قَالَ فَاجْعَلْ لِي مَجْلِسًا، قَالَ الْأَسْوَاقُ وَمَجَامِعُ الطُّرُقِ. قَالَ فَاجْعَلْ لِي طَعَامًا، قَالَ كُلُّ مَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ فَاجْعَلْ لِي شَرَابًا، قَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ فَاجْعَلْ لِي مُؤَذِّنًا، قَالَ الْمِزْمَارُ، قَالَ اجْعَلْ لِي قُرْآنًا، قَالَ الشِّعْرُ، قَالَ اجْعَلْ لِي كِتَابًا، قَالَ الْوَشْمُ، قَالَ اجْعَلْ لِي حَدِيثًا، قَالَ الْكَذِبُ، قَالَ اجْعَلْ لِي رُسُلًا، قَالَ الْكَهَنَةُ، قَالَ اجْعَلْ لِي مَصَائِدَ، قَالَ النِّسَاءُ» .
قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ: وَشَوَاهِدُ هَذَا الْأَثَرِ كَثِيرَةٌ، فَكُلُّ جُمْلَةٍ مِنْهُ لَهَا شَاهِدٌ مِنْ السُّنَّةِ أَوْ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: وَكَوْنُ الْمِزْمَارِ مُؤَذِّنَهُ فِي غَايَةِ الْمُنَاسَبَةِ، فَإِنَّ الْغِنَاءَ قُرْآنُهُ، وَالرَّقْصَ وَالتَّصْفِيقَ اللَّذَيْنِ هُمَا الْمُكَاءُ وَالتَّصَدِّيَةُ صَلَاتُهُ، فَلَا بُدَّ لِهَذِهِ الصَّلَاةِ مِنْ مُؤَذِّنٍ وَإِمَامٍ وَمَأْمُومٍ، فَالْمُؤَذِّنُ الْمِزْمَارُ، وَالْإِمَامُ الْمُغَنِّي، وَالْمَأْمُومُ الْحَاضِرُونَ.
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ جَابِرٍ ﵁ قَالَ «خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إلَى النَّخْلِ، فَإِذَا ابْنُهُ إبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ
1 / 148