412

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

والشرف، والجاه، والمال، التي كانت تعدّ شروطًا أساسية لا يمكن إغفال شيءٍ منها فيمن يُراد توليته، أصبح بدلًا عنها في الإسلام التقوى، وحُبّ النّبيّ ﷺ، والكفاءة القيادية، والنّجابة، والحِنْكة القتالية.
ثالثًا: الأدب الجمّ العظيم الذي كان يتمتّع به أصحاب النبيّ ﷺ، وحُسن انقيادهم له، وطاعتهم وتوقيرهم لأمره حتّى بعد وفاته. قال الحلبي: "كان عمر بن الخطّاب ﵁ حتّى بعد أن ولي الخلافة إذا رأى أُسامة ﵁ قال: السلام عليك أيُّها الأمير. فيقول أُسامة: غفر الله لك يا أمير المؤمنين. تقول لي هذا؟ فيقول: لا أزال أدعوك ما عشت الأمير. مات رسول الله ﷺ وأنت عليّ أمير"١.
كلّ تلك الأمور السابقة كانت عواملَ إيجابيةً وبنّاءةً في تحقيق ذلك النجاح العظيم، وتلك النتائج الإيجابية الرائعة التي حقّقتها تلك السرية، يقول الحلبي: "وكان في خروج هذا الجيش نعمة عظيمة، فإنّه كان سببًا لعدم ارتداد كثير من طوائف العرب أرادوا ذلك"٢.
قال أبو هريرة ﵁ في سياق حديثه عن البَعْث وذلك تقرير لهذه الحقيقة: "فجعل لا يمرّ بقبيل٣ يريدون الارتداد إلاّ قالوا: لولا أنّ لهؤلاء

١ السيرة الحلبية ٣/٢٣١.
٢ المصدر السّابق.
٣ قبيل: تصغير قبيلة.

1 / 494