المبحث الثاني: تحرُّك النَّبِيّ ﷺ بالمسلمين سريعًا لإمداد أهل مؤتة:
كان الروم وحلفاؤهم قد أحجموا عن مطاردة المسلمين نتيجة تلك المناورة الذكية التي قام بها خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه - في ميدان المعركة، ولكنَّ الذي زادهم إحجامًا ورعبًا، تلك المناورة الأذكى من مبتكر المناورات الذكية الذي سمَّى:
[٧٧] "الحربَ خدعة"١. القائد الأعلى للقوات الإسلامية، رسول الله ﷺ، الذي ما أن وصله الخبر مباشرةً عن أحداث المعركة بواسطة الوحي الإلهي، حتَّى أمر المسلمين في المدينة - بعد أن قصَّ عليهم الخبر - كما أسلفنا - بالتحرُّك سريعًا لإمداد المسلمين في مؤتة، حيث قال - كما في حديث أبي قتادة ﵁:
[٧٨] "انفروا، فأمدُّوا إخوانكم ولا يتخلَّفَنَّ منكم أَحَد، فنفروا في حَرٍّ شديدٍ، مشاةً وركبانا، وذلك في حَرٍّ شديدٍ"٢.
وإذا كان خبر تحرُّك المسلمين سابقًا من المدينة نحو مؤتة، قد وصل إلى مسامع الروم وحلفائهم بسرعة فائقة، مكَّنتهم من الاستعداد لهم
١ حديث صحيح. أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهم. انظر: (فتح الباري ٦/١٥٨) .
قال النووي (صحيح مسلم بشرح النووي ١٢/٤٥): واتَّفقوا على جواز خداع الكُفَّار في الحرب كيفما أمكن، إلاَّ أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز.
٢ سبق تخريجه برقم [١٥] .