واجبات المتعلم
ثم يضع الغزالي دستورا شاملا للآداب والأخلاق والمبادئ الواجبة على المتعلم والمعلم وطرق التعليم ووسائله، فيرى أن على المتعلم واجبات، أهمها: ألا يبدأ دراسته في علم ما بتعلم الاختلاف الواقع بين أصحاب هذا العلم؛ لأن ذلك يفتر عزمه، ويضعف إيمانه فيما يتعلم.
وألا يدع فنا من فنون العلم ونوعا من أنواعه إلا وينظر فيه نظرا يطلع به على غايته ومقصده وطريقه، ثم يتخصص بعد ذلك؛ لأن العلوم جميعها متعاونة، يفيد بعضها بعضا، وحتى لا يكون معاديا لعلم ما بسبب جهله له؛ فإن الناس أعداء ما جهلوا، قال تعالى:
وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم .
ثم من واجباته أيضا ألا يخوض في فنون العلوم دفعة واحدة، بل يراعي الترتيب؛ فيبدأ بالأهم فالأهم، ولا يخوض في فن من الفنون حتى يستوفي الفن الذي قبله، وألا يبتر العلم، بل يتمه؛ لأن العلم يجب أن يكون تاما وإلا كان مضرا. نعوذ بالله من نصف متكلم ونصف طبيب؛ فذلك يفسد الدين، وهذا يفسد الحياة الدنيا.
تلك آراء الغزالي في واجبات طالب العلم وأساليب التعليم، وهي تطابق أرقى البرامج العلمية الحديثة، وتتمشى جنبا إلى جنب مع المناهج المستحدثة في الكليات والجامعات، من حيث التخصص بعد الإلمام العام.
ومن أروع لفتات الغزالي البارعة أنه يجب الاطلاع على كل علم حتى لا يعادى بسبب الجهل به؛ لأن الناس أعداء لما جهلوا.
ثم يجعل الغزالي رسالة العلم مستمرة، فيقرر أن المتعلم إذا بلغ الغاية من العلوم أصبح من الواجبات المقدسة عليه أن يعلم غيره؛ حتى تتم حلقة العلم فتشمل الإنسانية كافة.
واجبات المعلم
وعلى المعلم آداب وواجبات أهمها:
صفحه نامشخص