كما روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع)أنه قال من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول
ولعمري ما أتي من تاه وتحير وافتتن وانتقل عن الحق وتعلق بمذاهب أهل الزخرف والباطل إلا من قلة الرواية والعلم وعدم الدراية والفهم فإنهم الأشقياء لم يهتموا لطلب العلم ولم يتعبوا أنفسهم في اقتنائه وروايته من معادنه الصافية على أنهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة من لم يرو-
وقد قال جعفر بن محمد الصادق(ع) اعرفوا منازل شيعتنا عندنا على قدر روايتهم عنا وفهمهم منا
فإن الرواية تحتاج إلى الدراية
خبر تدريه خير من ألف خبر ترويه
. وأكثر من دخل في هذه المذاهب إنما دخله على أحوال فمنهم من دخله بغير روية ولا علم فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.
ومنهم من أراده طلبا للدنيا وحطامها (1) فلما أماله الغواة والدنياويون إليها مال مؤثرا لها على الدين مغترا مع ذلك بزخرف القول غرورا من الشياطين الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه فقال- شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا (2) والمغتر به فهو كصاحب السراب (3) الذي يحسبه الظمآن ماء يلمعه عند ظمائه لمعة ماء فإذا جاء لم يجده شيئا كما قال الله عز وجل (4).
ومنهم من تحلى بهذا الأمر للرياء والتحسن بظاهره وطلبا للرئاسة وشهوة لها وشغفا بها (5) من غير اعتقاد للحق ولا إخلاص فيه فسلب الله جماله وغير
صفحه ۲۲