يلمع الحق في ظنه فيهجم عليه بيقين وقال غيره سألت أبا زيد عن الألمعي فقال الذكي المتوقد الذي يكون بظنه أوثق منك بيقين ويروى أن أبا عبيدة مسلم رحمه الله قال لأحد حملة العلم عنه أفت بما سمعت مني وما لم تسمع وهو الإمام عبد الرحمن بن رستم رحمه الله وقال للآخر أفت بما سمعت مني وهو أبو الخطاب عبد الأعلى المغافري الإمام رحمه الله وقال للثالث لا تفت أنت بما سمعت مني ولا بما لم تسمع وهو أبو داود الفتلي ثم كان الإمام عبد الوهاب رحمه الله في زامنه عند أبي داود كالصبي قدام المعلم مع ما أوتي الإمام من العلم والعقل وقال ( صلى الله عليه وسلم ) نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم ونكلم الناس على قدر عقولهم وقدر روي أنه قال ما من رجل يحدث قوما بما لن تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( 70 ) كلموا الناس بما يعرفونه ودعوا ما ينكرونه أتريدون أن يكذب الله ورسوله وعنه عليه السلام أنه قال من وضع الحكمة في عير أهلها جهل ومن منعها من أهلها ظلم أن للحكمة حقا وأن لها أهلا أعط كل ذي حق حقه وفي لفظ آخر كونوا كالطبيب الرفيق يضع الدواء موضع الداء وقال ( صلى الله عليه وسلم ) لو منع الناس من فت البعر لفتوه وقالوا ما نهينا عنه إلا وفيه شيء وعنه عليه السلام من طريق ابن مسعود ( رضي الله عنه ) أنه قال تعلموا العلم وعلموا فإن أجر العالم والمتعلم سواء قيل وما أجرهما قال مائة مغفرة ومائة درجة في الجنة وقال الخليل بن أحمد أجعل تعليمك دراسة لعلمك واجعل مناظرة المتعلم تنبيها على ما ليس عندك وقد رفع عن أبي عبد الله محمد بن بركة رحمه الله أنه كان يتردد إلى أبي مالك طالبا للتعلم منه وهو يدافعه دفعا فلما تصور عنده رغبته وتحقق أرادته أقبل إليه فعلمه وأكرمه وعنه عليه السلام أنه قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ينفون عنه تأويل الجاهلين وتحريف الغافلين وانتحار المبطلين وقد
(1/59)
صفحه ۶۴