فقال بلغوه الكتاب وما أظن أن تدركوه إلا ميتا فلعل أن تدركوا جنازته فوجده كما قال حمل إلى القبر وفي رواية أبي سفيان محبوب رحمه الله قال كان رجل ممن يقر بهذه الدعوة يقال له سلمة ثم ظهرت منه أشياء كان يكتب بطائق يشتم فيها المسلمين ويعيبهم ويلقيها في المجالس حتى وجدوا نيفا على أربعين بطاقة من عيب المسلمين وشتمهم فو الله ما كبتها ألا شيطان فعلى من كتبها لعنة الله ثم تتابع المتكلمون على مقالة أبي روح ولم يسموا أحدا قال فخرج سلمة إلى البحر فغرق فيه فعافاهم الله من شره وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من طريق أنس أنه قال واضع العلم في غير محله كمقلد الخنازير اللؤلؤ وعن عيسى عليه السلام ا تلقوا اللؤلؤ للخنزير وفي حديث آخر لا تلقوا الدر في أفواه الكلاب وروى أن سفيان الثوري روى حزينا فقيل له مالك قال صرنا متجر الأنباء الدنيا يلزمنا أحدهم حتى إذا تعلم جعل عاملا أو قاضيا أو قهرمانا وفي روايات أبي سفيان ( 69 ) محبوب رحمه الله أنه قال كان حاجب رحمه الله يقول لعبد الملك الطويل فيما يؤديه به يا عبد الملك إذا كان أحد يعيب عليه المسلمون في أشياء تكون بينه وبين الله تعالى فاستروا عليه وعظوه واحضروه مجالسكم وأرفقوا جهدكم عسى الله أن يتوب عليه وإذا كان أحد يعيب عليه السمون في خلافهم في الدين يريد أن يشغب عليهم ويفتق عليهم فتقا فأبدوا عورته واهجروه ولا تحضروه مجالسكم واعلموا الناس به حتى يكونوا منه على حذر أو يتوب وقد روى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من طريق أنس بن مالك أنه قال أن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم وعن عمر ( رضي الله عنه ) أنه قال إذا أنا لم أعلم ما لم أر فلا علمت ما رأيت وقال عبد الله بن الزبير لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه وعن أبي عمر بن العلا كان ابن عباس المعيا قال أبو عبيدة الألمعي هو الذي يهجم بظنه على اليقين وقال أبو العيناء سألت الأصمعي عن الألمعي هو الذي
(1/58)
صفحه ۶۳