فإنما هو بمنزلة النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة وإذا جئت فسلم على القوم وخصه بالتحية واحفظه شاهد أو غائبا وليكن ذلك عله لله فإن العالم أعظم أجرا من الصائم المجاهد في سبيل الله وإذا مات العالم انثلمت من الإسلام ثلمة إلى يوم القيامة لا يسدها إلا خلف مثله وطالب العلم تشيعه ملائكة السماء وقد روى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من طريق ابن عمر أنه قال وقروا من تتعلمون منه ووقروا من تعلمونه العلم وعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أنه قال تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون ليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا من جبابرة العلماء فر يقوم علمكم بجهلكم وحكى عن سفيان الثوري أنه قال تعلمنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله وقال ابن المبارك تعلمنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا أخاف عليكم مؤمنا ومشركا لأن المؤمن قد شغله إيمانه والمشرك قد أذله الله بشركه ولكن أخاف عليكم منافقا عالم اللسان جاهل القلب وقال عليه السلام أهلك أمتي رجلان عالم فاجر وجاهل متعبد وقد روى عن أبي المنيب حامد بن يانس رحمه الله أنه كان إذا أتاه أبو خليل الدركلي رحمه الله للتعلم فإن وجده مضطجعا قعد على نفسه أو مغطيا وجهه كشف عنه وأن أتاه أخوه عمر بن يانس فإن وجده قاعدا اضطجع أو مكشوفا وجهه غطاه فقيل له في ذلك فقال أبو الخليل إنما يتعلم لله وإما عمر فإنما يتعلم ليؤذي المسلمين ويعنتهم فكان الأمر ( 68 ) كما قال الشيخ أبو خليل قائما بالدين قادة في الإسلام و صار عمرو وبالا على المسلمين وصاحبا لخلف ابن السمح فأحدث أحداثا فكان يتبع ولات المسلمين ويكتب بها إلى الإمام عبد الوهاب ( رضي الله عنه ) فكتب إليه الإمام فقال أعاذنا الله يا عمر ومن النزول بعد الطلوع و من الترك بعد الاجتهاد ومن بغض المسلمين بعد محبتهم ومن نفاق تخفيه الأبدان ومن أشياء ليس لها تجارب
(1/57)
صفحه ۶۲