(1/49)
المال المال تنقصه والعلم يزكوا بالأنفاق يا كميل صحبة العالم دين يدان لله به تكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ومنفعة المال تزل بزواله والعلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر عيانهم من الأرض مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة يهج العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين واستدانوا ما استودعوه منه المترفون وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا باد باربل بأيدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم وقال أيضا العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف مثله وقال ابن المعتز في منثور الحكم العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالما وقال يحيى بن خالد لابنه يا بني عليك بكل نوع من العلم فإن المرء عدو ما جهل وأنا أمره أن تكون عدوا لشيء من العلم وسأل ابن المبارك من الناس فقال العلماء فقيل من الملوك قال الزهاد وقيل من السفلة قال الذي يأكل بدينه ولم يجعل غير أهل العلم من الناس وقال فتح الموصلي أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت قال بلى قال كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة ثلاثة أيام يموت وعن عمر ( 59 ) بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أنه قال يا أيها الناس عليكم بالعلم فإن الله سبحانه رداء يحبه فمن طلب بابا من العلم رد إلا الله عز وجل بردائه فإن أذنب وعن الأحنف بن قيس قال كاد العلماء أن يكونوا أربابا فكل عز لم يؤكده علم فإلى ذل يصير وفي وصايا لقمان لأبنه قال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء وقد سأل ابن المبارك عن الناس فقال العلماء ومن طريق جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أطلبوا
صفحه ۵۴