رحمة الله عليهما قال العالم يسأل مسألة الجاهلة و يحفظ حفظ العاقلة وقال أبو عبد الله أول العلم الصمت والثاني الاستماع والثالث الحفظ والرابع نشره وقال أبو سعيد رضيه الله من تشجع بعلم كمن تزرع بعلم وجاء عن الحسن أنه قال العلماء ثلاثة فمنهم عالم لنفسه و لغيره فهذا أفضلهم ومنهم عالم لنفسه فهو حسن ومنهم عالم لا لنفسه ولا لغيره فذلك اشر القوم وبلغنا عن معاذ بن جبل رحمه الله أنه قال سبعة من العلماء يصلون بأعمالهم النار عالم يخزن علمه ويرى أن حدث به فقد ضيعه ( 32 ) فهو في الدرك الأولى من النار وعالم يتخير بعلمه وجوه الناس و أشرافهم ولا يرى المساكين بعلمه أهلا فهو في الدركة الثانية من النار و عالم يأخذ في علمه مأخذ السلطان ويغضب أن قصر عنه من حقه أو يرد عليه شيء من قوله فهو في الدركة الثالثة من النار وعالم أتخذ علمه مرؤة وعفة وعقلا وعالم أن وعظ عنف وأن عظ أنف وعالم يضب نفسه للناس ويقول استفتوني فيتقي بما لا يعلم فيكتب عند الله من المتكلفين فهو في الدركة السادسة من النار وعالم يتعلم كلام اليهود والنصارى يقرر به علمه ويكثر به حديثه فهو في الدركة السابعة من النار نعوذ بالله من النار وقال الخليل الرجال أربعة فرجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذلك عالم فاسألوه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذلك غافل فأنبهوه و رجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذلك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذلك أحمق فاجتنبوه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم يجهلكم وعن ابن مسعود قال كونوا ينابيع الحكمة حلس البيوت خلقان الثياب جدد القلوب تعرفوا في السماء تخفوا في أهل الأرض وعن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أه قال إذا ظهرن البدع فعلم العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين إلا أن يكون له عذر بتقية ولا يقبل منه
(1/28)
صفحه ۳۰