غاية المرام في علم الكلام
غاية المرام
پژوهشگر
حسن محمود عبد اللطيف
ناشر
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
عقاید و مذاهب
انما هُوَ محَال فِيمَا هُوَ قَابل لَهما وَكَذَا فِي كل مَا هُوَ قَابل لأخد نقيضين فان خلوه عَنْهُمَا محَال أما وجود مَا لَا يقبل وَلَا لوَاحِد مِنْهُمَا فخلوه عَنْهُمَا لَيْسَ بمحال وَذَلِكَ كَمَا فِي الْحجر وَغَيره من الجمادات وَبِهَذَا ينْدَفع مَا ذَكرُوهُ من الخيال الآخر ايضا
وَعدم التخيل لموجود هُوَ لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه على نَحْو تخيل الصُّور الْجُزْئِيَّة مَعَ كَونه مَعْلُوما بالبرهان وواجبا التَّصْدِيق بِهِ غير مُضر إِذْ لَيْسَ مَا وَجب التَّصْدِيق بِهِ بالبرهان يكون حَاصِلا فِي الخيال والا لما صَحَّ القَوْل بِوُجُود الصِّفَات الْغَيْر المحسوسة كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة والارادة وَنَحْوه لعدم حُصُولهَا فِي الخيال وَامْتِنَاع وُقُوعهَا فِي الْمِثَال وَمَا قيل من أَن حَيْثُ الصِّفَات لَا يكون إِلَّا حَيْثُ الذَّات فَذَلِك إِنَّمَا هُوَ لما كَانَ من الصِّفَات لَهُ حَيْثُ وجهة إِذْ يَسْتَحِيل أَن تكون الصِّفَات فِي جِهَة وَحَيْثُ الا وهى فِي جِهَة مَا قَامَت بِهِ من الذَّات وَلَا يتَصَوَّر وُقُوع الْجِهَة للصفات دون الذَّات واما مَا لَا حَيْثُ لَهُ من الصِّفَات فَلَا جِهَة لَهُ وَعند ذَلِك فلزوم الْجِهَة والحيث لذات وَاجِب الْوُجُود بِالنّظرِ إِلَى حَيْثُ صِفَاته مَعَ امْتنَاع قبُولهَا للحيث محَال
وَلَعَلَّ الْخصم قد يتَمَسَّك هَهُنَا بظواهر من الْكتاب وَالسّنة وأقوال بعض الْأَئِمَّة وهى بأسرها ظنية وَلَا يسوغ اسْتِعْمَالهَا فِي الْمسَائِل القطعية فَلهَذَا آثرنا الْإِعْرَاض عَنْهَا وَلم نشغل الزَّمَان بإيرادها
وَالله ولى التَّوْفِيق
1 / 200